اكذوبة العنصريين حول حدود السودان١٩١٦
بقلم: محمد محمود العمدة صالح/ المحامي
من المعلومات الكاذبة التي ظل يروجها العنصريون خلال هذه الايام هي ان دارفور لم تكن جزءا من السودان قبل عام ١٩١٦..وهذا بلاشك جهل بتاريخ السودان القديم والحديث ولا يمكن ان يصدر مثل هذا القول من شخص يحمل فكرا او لديه ادني درجات المعرفة بتاريخ السودان .لان هناك شواهد موجودة علي الارض تناقض هذه المعلومة الكاذبة اذكر منها علي سبيل المثال ميدان الخليفة عبدالله الذي استشهد عام ١٨٩٩ في معركة ام دبيكرات مدافعا عن السودان وهو من ابناء دارفور وكان حاكم عام السودان بحدودها الحالية وقد شارك الخليفة عبدالله التعايشي ومعه الالاف من ابناء دارفور في الثورة المهدية منذ اندلاعها عام ١٨٨١ وحتي سقوط الخرطوم عام ١٨٨٥ في يد الانصار ثم دافعوا عن السودان ضد الانحليز حتي سقوط الخرطوم في يد كيتشنر عام ١٨٩٩ ..ومعلوم ان الاستعمار التركي للسودان قد بدأ عام ١٨٢٠ حتي ١٨٨٥ وكانت دارفور تخضع للحكم التركي لانها جزء من السودان بشكله الحالي واكذوبة انضمام دارفور للسودان عام ١٩١٦ سببها ان دارفور بحكم بعدها وجغرافيتها ظلت عصية علي الانجليز بعد احتلالهم للخرطوم وضمهم لكل اقاليم السودان وقد حاولوا اسقاط السلطان علي دينار عدة مرات وفشلوا ثم قاموا بمحاصرة مدينة الفاشر حتي سقطت عام ١٩١٦ عندها اكتمل الاستعمار الانجليزي علي كل السودان لان دارفور اخر رقعة جغرافية تخضع للاستعمار الانجليزي.وحتي السلطان علي دينار نفسه قبل ان يتوج سلطانا كان مقيما في ام درمان وقد تحرك من ام درمان ومعه العشرات من ابناء دارفور الذين اتي بهم الامير محمود ود احمد لنصرة الخليفة عبدالله التعايشي ضد الحملات الانجليزية وقد رجعوا مع السلطان علي دينار وتم تنصيبه سلطانا علي دارفور..السؤال الذي يطرح نفسه اذا دارفور لم تكن جزء من السودان قبل عام ١٩١٦ فهل الخليفة عبدالله التعايشي لم يكن سوداني عندما كان حاكم للسودان في الفترة(١٨٨٦_١٨٩٩) وهل الالاف من ابناء دارفور الذين قاتلوا مع المهدي ضد الاتراك حتي سقوط الخرطوم وقاتلوا مع الخليفة عبدالله التعايشي ضد الحملات الانجليزية هل كانوا اجانب يقاتلون خارج ارضهم؟؟ هل الاستعمار التركي للسودان عام ١٨٢٠حتي عام ١٨٨٥ كان يشمل السودان بشكله الحالي ام لا؟؟؟ والاجابة نعم….الاوطان لا تعمر بخطاب الكراهية..انفصال دارفور او فصلها لا يجلب الرفاهية لايا من الدولتين ولنا تجربة مريرة في فصل الجنوب فقد روج العنصريون نفس المبررات وادعوا ان الجنوب هو العائق بين الشمال وجنة عدن وادعي العنصريون الجنوبيون ذات الادعاء وتم الفصل. وازداد الشمال بؤساء والجنوب شقاءا..وعلي راي المثل البيجرب المجرب عقله مخرب…