
هلّ علينا اليوم شهر مبارك تكثر فيه الرحمة والبركة وتغلّ فيه الشياطين ، شهر محمّل بالنفحات الإيمانية،والروحانيات حيث تتوحد فيه قلوب المسلمين بالتقرب الى الله بالصيام والقيام ويتضاعف فيه الأجر فهو شهر مبارك، الشقي من اضاعه ولم يستغل كل ثانية فيه للتقرب الى الله وبذل الطاعات ونبذ المعصيات والمنكرات.
يتميز رمضان بأجواء خاصة تجمع بين العبادة، التآلف الاجتماعي، والعطاء.. وصلة الرحم والعبادة.
عبادة وروحانيات:
يُعتبر الشهر الكريم فرصة عظيمة لتعزيز الروحانيات وتقوية الصلة بالله، والتكاتف والتعاضد توثيقا للصلة بين المسلمين بعضهم ببعض والاهل والاقارب كذلك.
تتجلى في الشهر الكريم معاني الإلفة والاخوة في الله وحب الخير وفعل المعروف والنهي عن المنكر ، بما انها ديدن المؤمن الا انها تتجلى وتزداد عمقا في شهر الرحمة. فقد عظّم الله تعالى هذا الشهر بتمييزه بليلة عظيمة هي ليلة القدر (خير من الف شهر). وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ).
أجواء اجتماعية مميزة:
إلى جانب العبادة، يمثل رمضان موسمًا لتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، حيث تجتمع العائلات ويتلاقى الأصدقاء حول موائد الإفطار التي تفيض بالأطباق التقليدية المتميزة،فلكل بلد وجباته المفضلة المتنوعة، ايضاً تنتشر موائد الرحمن في الطرقات والمساجد والحدائق بكرم فياض ، لتقديم الطعام للصائمين، في تجسيد حيّ لمعاني التكافل الاجتماعي والتراحم.
العطاء وأعمال الخير :
يحرص المسلمون في رمضان على مضاعفة أعمال الخير، سواء عبر التبرع بالمال، توزيع السلال الغذائية على الأسر المحتاجة، أو المساهمة في المبادرات الخيرية. وتزداد حملات التبرع بالدم والجهود التطوعية، تأكيدًا لقيم التعاون والمساندة.والبذل والعطاء.
رغما عن التحديات التي يواجهها البعض في التوفيق بين متطلبات الحياة العصرية والصيام، خاصة في ظل ساعات العمل الطويلة والطقس الحار في بعض المناطق، الا أن الكثير منهم يحرص على استغلال الشهر في تحسين عاداته، مثل الابتعاد عن التدخين، وتبني نمط حياة أكثر صحة وتدين.
شهر استثنائي:
يظل رمضان شهرًا استثنائيًا لكل مسلم يحمل في طياته الكثير من القيم الروحانية والإنسانية، ويمنح المسلمين فرصة للتأمل والإصلاح الذاتي. وينتظر هذا الشهر الفضيل بكل شوق لينال المغفرة والرحمة والعتق من النار.فهو يمثل محطة سنوية يلجأ فيها الى الله سبحانه وتعالى متضرعاً طالباً العفو والرحمة.





