Uncategorized

تسارع التكنولوجيا.. والتغيرات المجتمعية…

بقلم / محمد سعيد

الخرطوم :جزيرة برس

العالم أصبح صغيرا جدا بحيث أنه عندما عطست الصين أصيبت كل دول العالم….وتعطلت المطارات وانزوي الجميع في منازلهم خوف العدوي… وانهارت اقتصادات و كسدت أسواق….


تري كم كان المدي الزمني الذي تحتاجه مثل هذه العطسه سابقا لتعطل حياة البشر كما هو الآن….ومن كان يتوقع أن تكون ثقافة التعقيم… ولبس الكمامة من أبجديات الحماية اليومية.. لكل المواطنين… أن التغيرات المتسارعة علي حياتنا في هذا العصر عطلت فينا حتي الدهشه والاستغراب ، فما كان من ألعاب الحواة قبل عشرون عاما فقط… أصبح واقعا معاشا.

فكثير من الأشياء التي كانت تصنف ضمن الكماليات أصبحت في عالم اليوم ضرورة لاغني عنها..والتحولات المجتمعيه التي كانت تحتاج إلى قرن سابقا أصبحت تحدث أمام أعيننا في سنين معدودة .. ولكن!! هل المجتمعات مستعدة لهذا النوع من التغيير….هذه الجائحه كشفت وبوضوح أننا نمور من ورق … نتشدق بأننا دعاة تغيير ولانمتلك الادوات المناسبة لهذا التقارب والتلامس العالمي بين الثقافات والأفراد ومايتبعها من انتشار للاوبئة.. والسلع.. و ذوبان الثقافات.. في بحر العولمة.. وانعدام الخصوصية ….ما أعنيه أن وتيرة تغير المجتمعات البشرية والتي تختلف باختلاف امتلاك ادوات التأقلم مع هذا التسارع لاتتناسب مع التغيير المطرد في كل أوجه الحياة… ولذلك قسمها الكاتب” ألفين توفلر “في كتابه الشهير.. “صدمة المستقبل” ليس الي عالم اول متقدم و عالم ثالث.. ولكن الي عالم سريع وآخر بطئ بناءا علي مدي سرعة وبطء الاستعداد للتأقلم مع التغيير الآني والمستقبلي في المجتمع والافراد في جميع نواحي الحياة….هذا البطء في التحول أفرز مجتمعات تتعامل مع منتجات وتقنيات عصر التكنولوجيا ولكن بعقليات لاتتناسب مع هذا القرن.. ولذلك أصبحنا عاله ومستهلكين في كل شي من المنتجات التي ننتجها ونصدرها بثمن بخس كمواد خام من معادن غير مستخلصة أو مصنعه… ومحاصيل زراعيه… و مواشي. وصمغ عربي…الخ ويعاد تصنيعها في دول التحول السريع ونستوردها بأضعاف ثمنها…الي الاستهلاك في حقل العلم والذي جعل منا اسطوانه ومخازن للتعبئة فقط وليس لإنتاج العلوم… نحفظ ما أنتج وليس لنا إضافة الا في نطاق تدوير ماانتجة الغرب…


ففي بلد يتطلع الي أمتلاك تقنيات الجيل الخامس من الاتصالات…مازالت ليس لديه حتي شبكة صرف صحي تغطي العاصمه…ناهيك عن الولايات.. ومازالت المخابز تستخدم الافران التقليديه ذات العماله اليدوي مما أفرز صفوف وأزمة الخبز التي تضرب كل البلاد… وهكذا في سائر الامور الأخري…من بنيات أساسية متهالكه..و وضع صحي هش وتعليم يدرس تاريخ العلوم في معظم المجالات.. والبطء حتى في المعاملات اليومية في الخدمة المدنية…. حتي أنه في كثير من الأحيان نستورد أحدث الأجهزة والمعدات ذات التقنية المتقدمة..ولكن غالبا لا نستطيع استغلال كل الإمكانيات المصممه لها وذلك إما لضعف التدريب للكادر البشري…أو عدم توفر معينات التشغيل الأخري….الخ .


عليه يجب أن لا نلقي كل أحلام التغيير علي الحكومه… ولكن يجب أن يعمل كل في مجاله ومجتمعه لجعل عجلة التغيير تتسارع والاستفادة من أفضل التقنيات المتاحة… وأحسن الممارسات المعتمدة…. ولنجعل رفعة هذا البلد الهم الأوحد وذلك بالاستفادة القصوي من تكنولوجيا هذا العصر للحاق بركب الدول.. ولنا كثير من النماذج التي نمت سريعا…بعد أن تخلت عن سلحفائية التغيير وامتلاك ادوات الإنتاج…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى