الذهب ، مابين مبارك اردول وفوزي بشرى
كتب مبارك اردول بالأمس عن الاعوام الثلاثة التي قضاها في شركة الموارد المعدنية وانجازاته فيها ، وقام الاستاذ الإعلامي فوزي بشرى بالرد على اردول حول مورد الذهب وما يجب أن يكون عليه .
(جزيرة برس ) تورد ما خطه قلم كل منهما فيما يشبه المناظرة بين الاثنين :
مقال أردول :
وثلاث أعوام في الشركة السودانية….
نوفمبر 2022م يمر ثلاث أعوام منذ تعييني نائبا للمدير ودخولي في الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، رغم كل شي فخور اني قدت اكبر المؤسسات الاقتصادية في البلاد في أحلك الظروف وحققت فيها أعلى مستويات الإنجاز، مع فريق عمل اعزهم كثيرا خلقنا نظام لايعتمد على الأشخاص، واثبتنا للسودانيين اننا قادرون على فعل المستحيل مهما كانت التحديات، هذا كان قصة حياتي التي سوف احكيها للأجيال فهو التحدي الثاني الذي أفخر به، منذ أن كنت يافعا قادما الي العاصمة من مجتمع فقير اثقلته الحروبات والمجاعة والتشرد، قدمت الي الخرطوم بشنطة ظهر بلا مأوى ولا مال درست في الجامعة واجتزت كل الامتحانات وأخذت درجة البكالوريوس في الكيمياء التطبيقية على يد افضل الدكاترة وتدربت في مصانع على يد افضل المهندسين وتعلمت الإدارة والنظم الحديثة على يد افضل خبراء المنظمات الدولية في أقسى الظروف، كل ذلك مكنني من قيادة هذه الشركة، والثقة والدعم اللامحدود الذي وجدته من كبار قادة الدولة والاصدقاء والأسرة والمساعدة من الزملاء في مكتبي مكنتي من العمل بهمة ونشاط خلال هذا الفترة.
حطمت اكبر الأرقام الإنتاجية في الإنتاج ففي المخلفات هذا العام لوحده تفوقنا على اكبر إنتاج منذ التاسيس والايرادات كل عام نتجاوز المخطط، دخل في عهدنا اكثر من عشر شركات الإنتاج، استطعنا ان نساهم في تغيير السياسات والتشريعات الحاكمة ادت الي الاستقرار في السوق والأسعار وتوفير السلع الضرورية ورفدت القطاع الحكومي والخاص بارباح فاقت ملايين الدولارات، وظفنا اكثر من 500 من أبناء مناطق الإنتاج من مختلف السودان ممن لم يكن لهم الحق في السابق من الاقتراب لصناعة التعدين، دربنا اكثر من 700 موظف داخليا وخارجيا على مختلف تقنيات المعالجة وصناعة التعدين واقتصادياته وإدارة اسواقه وتصميم عقوداته، طورنا الشركة بانشانا إدارات جديدة واسسنا مؤسسات اضافية وامتلكنا أصول تفوق قيمتها اليوم ملايين الدولارات وانفقنا اكثر من 30 مليون دولار للمجتمعات المحلية في الصحة والتعليم والمياه والكهرباء والاغاثة وغيرها، وفرنا منح دراسية لأكثر من 150 طالب وطالبة من مناطق الإنتاج والمناطق الأكثر فقرا….
قصة حياتي ال( فخور بها) هي الاس ام ار سي…..
مبارك أردول
المدير العام.
**********
رد فوزي بشرى على مدير شركة المعادن مبارك أردول :
الأخ المحترم مبارك أردول Mubarak Ardol
مع كل التقدير لتجربتك المهنية لكن ما ليس عليه خلاف أن ( مورد الذهب) الذي تتباهى بانجازاتك فيه يمثل أكبر مظهر ( لهدر الموارد الوطنية) لصالح فئة مقتدرة انتفعت باستقالة الدولة ( بالعجز أو سوء التقدير أو بالتواطؤ) عن مسؤوليتها الأولى في تحقيق المصالح الكلية للوطن. كان أجدر بالدولة و بك أنت شخصيا بما يتوافر عندك من أرقام و احصائيات عن مداخيل الذهب أن تكون ناصحا أمينًا للحكومة بضرورة احتكار الدولة لتعدين الذهب بحيث تعظم الفائدة لصالح الشعب كله بعيدا عن ( مفهوم المسؤولية المجتمعية) و هي لافتة لا تقل ضلالا و إيهاما من لافتة ( التعدين الأهلي) التي يدخل عبرها ( مالكو عشرات بل مئات الحفارات) فضلا عن الشركات الكبرى و هؤلاء ينتجون لأنفسهم لا للدولة و هو ما يعني باختصار ( ذهاب خيرات البلاد لغير أهلها) و هذا باب في ( سوء الإدارة على أحسن وصف) و في ( فسادها عند التحقيق في معنى تحقيق المصالح.
إن موضوع الذهب في السودان يكشف عن خلل وظيفي للدولة و لحكومتها القائمة و لا أحد يعرف مثلك كم يخسر الشعب السوداني من ملايين بل بلايين الدولارات التي كان يمكن أن تغير وجه الحياة في السودان أما الاعتماد على رسوم التعدين و رسوم الصادر و مقولة أن ( كل الوارد من الذهب يباع لبنك السودان ) فكل ذلك ضلال اقتصادي و لعلك إن طلبت رأي خبراء الاقتصاد لما ترددوا في وصف ( موضوع الذهب في السودان بالفساد الصريح) و هو فساد من الضخامة و الجسامة و الوضوح بحيث تعجز فكرة ( المسؤولية المجتمعية) عن تجميله فضلا عن ستره. أما أنت يا سيد مبارك أردول بوصفك المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية فلا أرى مدعاة لزهوك في صنيع قصارى جهدك فيه ( إعانة المعدنين) على استخراج مزيد من الذهب لصالحهم لا لصالح الشعب.
#ذهب_السودان_لأهل_السودان_جميعا