أعلن رئيس لجنة متابعة مؤتمر شورى المؤتمر الشعبي إلغاء إجتماعات مؤتمر الشورى التوافقي المقرر لهوالثالثةمن ديسمبر المقبل ، وأوضح خلال بيان أصدره ان الإلغاء جاء من الأمين العام للحزب . نص البيان أدناه :
بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الشعبي
اللجنة المفوضة لمتابعة تنفيذ قرارات الشورى
الموضوع : إحاطة عضوية الحزب بإلغاء إجتماع الشورى:
يقول الله عز وجل ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
[ سورة الأنفال: 25] . و في التفسير أن اتقاء الفتنة تكون بهجر دواعيها.
الإخوة والأخوات السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
كان إنعقاد الشورى مدعاة إختلاف في الحزب رغم أنها صفة المجتمع المؤمن وأصل راسخ للسلوك السياسي الإسلامي. بها تتوحد التصورات ثم تتسق التصرفات. و فيها ضمانة القيام بالوظيفة التي يتعهد بها أهل الشورى. فيتشاركون ويتضامنون في تحمل المسؤولية بإلتزام أدبي و أخلاقي.
قبلت اللجنة المفوضة من الشورى مقترح الأخوة لجنة الخارج على تجاوز الإختلاف عبر تنظيم إجتماع توافقي للشورى هدفه الأساس درء فتنة الانشقاق. و قدرت اللجنة المفوضة ضرورة ذلك مضيفة انها سانحة لتقديم نموذج متفرد منا في السودان لبقية إخواننا في العالم الإسلامي لتجاوز الإختلافات
با لارادة الجمعية المذكاة بحرصهم المتكافئ في تحقيق الإصلاح.
وتكونت لجنة سباعية لترتيب عقد اجتماع شورى توافقية بمرجعية النظام الأساسي. و حازت اللجنة على تأكيدات بعدم التأثير على خطواتها و اجراءاتها. و بحمد الله أنجزت كل المهام المتعلقة بجودة عقد الشورى وعلى رأسها تأمين المال اللازم لقيام الشورى والضروري لتسيير لجانها المختلفة. كما أعطت الأولوية لإجراءات التأمين والسلامة.
وعلى ضوء مرئيات جلية وواضحة تم بالتوافق أن تنعقد اجتماع الشورى في اليوم الثالث من ديسمبر 2022 م . بيد أن اللجنة السباعية تفاجأت بقرار نسب للأمين العام الغى بموجبه إجتماع الشورى التوافقية بتخوف منه على سلامة المجتمعين !
إن التقدير الذي استند عليه الأخ الأمين العام إنما هو في نهاية الأمر تقدير لشخص ليس بمعصوم ، فهو إجتهاد منه في المندوح. ولو أنه افسح فرص التشاور قبل الجزم بمنع إنعقاد شورى خصصت للوفاق لكان أوفق و أدرأ لاستعارة المواقف السالبة المعاضلة لعقد الشورى . و كان ينبغي ان تكون المقايسة بين نواتج إلغاء إجتماع الشورى و بين قيامها لاستخلاص و بلورة ما يجمع الإخوان في هذه المرحلة من تاريخ بلادنا هو الارشد . فلا احسب ان خيرا بالالغاء سينجم بازا لخيرات توافقنا التى ابتغينا ان نتقي بها فتنة الخلاف . و فتنة الخلاف متبوعة دومًا بالاختلافات حول السياسات و بعضها تتعلق بسمة الحزب و وجهته.
ليس خافيا عدم التوافق في قضايا تحالفات الحزب وعلاقاته السياسية و حتى توجهاته، و لم تعرض هذه السياسات الكلية على الشورى البتة للتقرير فيها كما ينطق بها نظامنا الأساسي . فكان الأجدر تقديم أولوية الشورى على وساوس لا نتفق على وجودها، أو على الأقل لم تقدم لنا أدلتها وبراهينها اليقينية .
و أخيرا لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر المتبوع بالاعتذار الشديد للإخوة الذين علقوا آمال تجاوز أزمتنا بعقد الشورى وخاصة اولئك الذين أنفقوا بسخاء و في مدة قياسية، فقد أعطوا الأولوية للإصلاح وللوفاق ، و اشكر أعضاء اللجان المختلفة الذين عكفوا في الإعدادات. ونقول لهم أن المقاصد والأهداف لا تهزم بالإجراءات ولا بسوء التدبيرات. و نحن على ثقة بالله أن يقيض لكم إن شاء سبلا أخرى تلم شملكم و توحد كلمتكم ، و تثبت جماعتكم على الحق . فأنتم حزب الله الأفلح وجنده الذين يجدون العزة و الكرامة بإعزازهم لله و لرسوله و للمؤمنين. فلا يوالون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم.
وستبقى لجنة متابعة قرارات الشورى عاملة و داعية لوحدتكم و لوفاقكم. فالوحدة منهاج توالينا و انتظامنا في المؤتمر الشعبي . و إذ ندعو غيرنا للتوحد فلن ننسى أنفسنا فيما ندعو إليه.
قال تعالى
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ {108} وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيْكَ وَٱصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَٰكِمِينَ {109}
صدق الله العظيم.
د/ أمين محمود محمد عثمان
رئيس اللجنة المفوضة لمتابعة قرارات الشورى.
الخرطوم في
6جمادى الأول 1444
الموافق 30نوفمبر 2022