Uncategorized

السودان وتعدد الأجندة

قرأت بحسن نية القراءة الأولي للاتفاق الاطاري باعتبار أننا أمام رؤية جديدة لطرفين لهما تجربة فاشلة أردا أن يتجاوزاها بإتفاقهما هذا وظننت أن الخير فيه ، الا أنه وبعد أن تناولته الاسافير أتضح أن صياغته التي تمت بليل بها كثير من النصوص التي تقبل التأويل وبالطبع من خلال هذا التدليس والالتباس المتعمد في الصياغة يسعي كل من فولكر والبرهان وقحت لتحقيق هدفه الخاص ، وبما أن البرهان هو رحي سيناريو طبخة الاتفاق فقد ظللت منذ أن تولي سيادته مقاليد الأمور دائم السؤال عن هذه الشخصية ، وقد تأكد لي من الذين أعرفهم ويعرفونه أن الرجل عُرِفَ بالشجاعة وتشهد له بذلك ساحات القتال ، كما أنه ماكر والمكر ليس عيباً إذا وُظِّفَ إيجابًا مثله مثل كل القيم ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ولذلك كان البشير يثق فيه ثقة عمياء ، ورجُل مهامه الصعبة ، رغم أنه وحسب الروايات التي وصلتني لم يكن حركةً إسلامية ولكنه يؤمن بسياسات المؤتمر الوطني ، وإن لم يكن كذلك لَمَا عُيِّنَ محافظاً لزالنجي في غرب السودان ، لأن النظام الأساس يشترط الالتزام التنظيمي لمن كُلِّف بمحافظة أو ولاية ، وبالطبع لا يعني ذلك أن الرجل كان مؤمناً بكل سياسات الحزب ولكنها الاحترافية والواقع ، ومن صفاته كذلك أنه بارد وغامض ومن الصعب جداً أن تقرأ أفكار اللحظة التي يعيشها ، كما أن أغلب الذين سألتهم عنه كانت إجابتهم أنه يلعب بالحجر والبيضة ولا يمكن أن تعرف إلي أي جهة ستكون رميته القادمة ٠
يدرك البرهان مبتغاه بمقولة أخي وصديقي د/ آدم دروسه ذلكم البدوي القح ( جااااااابد نفسي ) عندما يريد أن يؤكد لك مدي قدرته علي قيمة الصبر و الانتظار ، وتخرج كلمة جابد من فم د / آدم معبرة تماماً عن حالةَ كونه ( جاااااابد نَفسه ) والواضح الآن أن الأخ البرهان جاااااابد نفسه لكي يبرهن للداخل والخارج أن المدنيين الذين أدعوا أنهم قوى الثورة غير مؤهلين لإدارة نادي رياضي في الدرجة الثالثة ناهيك عن دولة بهذا الواقع المعقد والمأزوم سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا ، ويبدو لي أنه قد شارف علي تحقيق هدفه فقوي الحرية أصبحت كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا وهاهي تتسول العودة إلي السلطة ، وهذا يقودني الي تفسير علاقة أمريكا بالبرهان فالاثنين هدفهما ألّا يستقر الوضع في السودان في وجود قحت وبالطبع لكل منهما غايته الخاصة من هذا السناريو ، فقحت عينها علي الكرسي وهدف البرهان فضح قدراتها أمام الشعب السوداني ليدرك غايته ويكون بديلاً وخياراً مقنعًا للحكم ، ولذلك فهو مستمسك بها ولا يريد لها بديلاً حتي تؤدي دورها كاملاً غير منقوص ، وهدف الأمريكان قائم علي فشل ثنائية العسكر والمدنيين لتنهار الدولة ويصبح التقسيم هو البديل وهذه استراتيجية الغرب وغايته التي ظل يعمل لتحقيقها !! وهكذا تختلط الاجندة والمصالح ، اللهم نسألك اللطف في مقاديرك واجعل الخير فيما تختاره لنا ولا تؤاخذنا بما فعل سفهاؤنا ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى