دعونا نتفق علي بينة من أمرنا
ماهي المصلحة التي يجنيها الوطن من الإتفاق الاطاري وهو يميز مواطناً علي آخر !! يجعل أحدهم ينال حقه كاملاً ويمكنه من إختيار رئيس الوزراء ويحرم الآخر ، وكلاهما يحمل رقماً وطنياً ووقعا علي الإتفاق الاطاري معلنين بذلك التزامهما التام ببنود الإتفاق ، وبالطبع التوقيع علي الإتفاق يَجُبُّ ما قبله من رؤي سابقة للأطراف الموقعة ، وتصبح بنود الإتفاق هي الرؤية السياسية الملزمة لكل الأطراف والعهد الجديد والمسئول للموقعين في فترة الانتقال .
فهل من ضرورة تقتضي ان يلزم هذا الإتفاق الجائر الأحزاب السياسية بأن تعتقد أن حركة ٢٥ اكتوبر انقلاباً عسكرياً ؟ طالما أن هنالك مساحة للخلاف !! و ما هي الفائدة من هذا الإلزام البايخ والمزدري ؟!! و ما هو الضرر الذي يصيب الوطن مستقبلا ً من حزب وقع وهو يري أن حركة 25 اكتوبر ليست إنقلابا ؟
دعونا نتفق أن هنالك حزباً وقع علي الإتفاق ويعتقد هذا الحزب أن حركة 25 أكتوبر ليست انقلاباً إنما انحيازاً لقضايا الثورة ، فما هو الضرر الذي يلحق بالوطن والمواطن من جراء هذه القناعة التي اصبحت لا قيمة لها بعد الالتزام بالإتفاق الاطاري ؟
فهذا بلا شك شيء مضحك ومقزز في آن واحد ، لأن الذين هم من خلف هذه المسرحية الفجة استخفوا قومهم بصورة تؤكد قلة تجربتهم ومعرفتهم حتي علي إدارة البلطجة ،وكلنا يعلم أن الإسلام الذي جاءت به كل الرسل بكل قدسيته و عظمته يَجُبُ ما قبله فهل هنالك من سبب يحرمني من ممارسة حق تمارسه انت بعد أن استويت معك في صفٍ وآحد وتحت رؤيةٍ وآحده ، كتفي مع كتفك وقدمي مع قدمك !!
ليس هنالك تفسيرًا لهذا التمييز الذي يبدو ساذجاً في إخراجه إلّا أنه استخفاف بالعقول ، وبالطبع ما وراء هذا السيناريو فائدة رخيصة مرجوة لقحت ويبدو انها قد عُمّيت عليها كمية الضرر الذي سيلحق بالوطن من وراء هذه البلطجة ، وبالطبع يمنع هولاء من التفكير خارج صندوقهم المصلحة القريبة وعدم القدرة علي الخروج من الصندوق لأن التوقيع ملزماً ( كراعك في رقبتك ) كما اعترف الاخ الفريق حميدتي .
وبلا شك سيأتي اليوم الذي يقولون فيه ( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) وتظل الاسئلة قائمة وملحة : هل هنالك من ضررٍ للوطن يسببه من يري أن ٢٥ / أكتوبر ليست إنقلابا عسكريا أم الضرر سيصيب رموز قحت المركزي بما يسمونه الإغراق وهو الخوف من التنافس علي المقاعد وهل هنالك من ضرر يسببه من يرفض الطريقة التي تمت بها إجازة مشروع الوثيقة الدستورية التي رفضها حتي من كانوا أعضاء في لجنة إعدادها !! ٠
ربما ظن هؤلاء الإخوة آنهم أهل سبقٍ كأهل بدر الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كأن الله اطلع علي قلوبكم وقال لكم افعلوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم )
وخلاصة القول عندي أن هذه المسرحية جرأة سياسية مخجلة من ورائها أطماع دولية خارجية ومصالح داخلية شخصية
ورخيصة يحاول أهلها أن يجدوا لها حججاً واهية ( كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ ٱلْبُيُوتِ لَبَيْتُ ٱلْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ) .