ثقافة

أيا دارُ، ما بالُ الدُجى لا يُسافرُ؟

شعر/عمار ياسر بخيت

أيا دارُ، ما بالُ الدُجى لا يُسافرُ؟

كأنّكِ قبرٌ، والحنينُ هو الحافرُ!

وقفتُ بأطلالِ الجموعِ، كأنّني

بقايا نداءٍ، والسكوتُ يُجاهِرُ

هنا كان خالي، صوتُهُ ملءَ رُكنِنا،

وهذا خيالُ خالتي لا يُغادِرُ

وهنا الصغارُ، إذا تدافَعَ ضحكُهم،

تغنّى الجدارُ، وتاهَ فيهم ناظِرُ

فما بالُ بيتٍ كانَ يحوي قبائلًا،

غدا مثلَ كهفٍ، موحشٍ، مُتقاعرُ؟

أنا اليومَ فيهِ، لا أنيس، ولا صدى،

سوى وجعٍ يعلو، ونبضٍ يُناذِرُ

أُحادثُ ظلّي، والصدى لي مُجاوِبٌ،

كأني نبيٌّ في الخرابِ يُجاهِرُ

أيا دارُ، هل يأتي الزمانُ بأهلهِ؟

وهل يُبصِرُ القلبُ الحزينُ الناظرُ؟

سأبقى، وإن ضاقت عليّ جِدارهُ،

ففي كلِّ رُكنٍ فيه روحٌ تُغامِرُ.

🖊:عمار بن ياسر.

زر الذهاب إلى الأعلى