Uncategorized

هل يُريد البرهان الانقلاب؟!

كتب: عطاف محمد مختار


ويتساءل اليوم، رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان: (أين السلام، أين الحرية، وين راحت الشعارات دي؟، راحت الشعارات دي بين الكراسي وبين الوزارات وبين الولايات.. واجبنا أننا ننبِّه، دايرين قوى الثورة والناس الكانوا في ميدان الاعتصام والناس الإخوانهم استشهدوا، ومرقوا وناضلوا، نقول ليهم استنهضوا أقيفوا. ما بنقول ليهم “هبوا أيها الجماهير لحماية ثورتكم”، ده كلام مافي زول بيقبله، من منو الجماهير يحموا ثورتهم؟ مننا نحن؟ نحن الحارسنها، ونحرسها منهم هم ذاتهم العاوزين يختطفوها ديل. مافي زول بيزايد علينا ومافي زول بيقول يحموا الثورة مننا نحن؟). انتهى.


واضحٌ أن البرهان يقصد ويشير إلى منشور عضو مجلس السيادة محمد الفكي، الذي كتبه صباح أمس، لحظة تحرُّك الانقلاب، على الفيسبوك، وجاء فيه: “هبوا للدفاع عن بلادكم وحماية الانتقال”.
فلماذا لبس البرهان الطاقية؟، واعتبر أن ود الفكي يعنيه هو؟. أليس من قام بالانقلاب حسب حديثه هو فصيل من الجيش؟، وما العيب في الدعوة للدفاع عن الانتقال؟. عجبي!

والبرهان الذي يستنهض وينادي على قوى الثورة؛ والناس الذين كانوا في ميدان الاعتصام؛ والناس الذين استشهد إخوانهم، ومرقوا وناضلوا، نسي أو تناسى أنهم استشهدوا غدراً بالرصاص، من قبل قوات نظامية هو المسؤول الأول عن تحركاتها، أمام القيادة العامة؛ التي يجلس هو ذات نفسه على قمة هرمها.


والبرهان الذي يسأل عن السلام والحرية، التي ضاعت بين الكراسي والوزارات، نسي أو تناسى؛ إنه ذات نفسه يجلس على كرسي رئاسة مجلس السيادة.. ونسي أو تناسى إنه القائد العام للقوات المسلحة. ونسي أو تناسى إن جميع المنظومة الأمنية تحت إمرته. ونسي أو تناسى إنه لم يلتزم بالوثيقة الدستورية بإعادة هيكلة القوات النظامية.
وبسبب هذه الهيكلة التي لم يقم بها البرهان حتى يومنا هذا، نجد العصابات تسرح وتمرح وتقتل وتنهب، في المواطنين بصورة مُخيفة ومُريبة. ونجد الصراعات القبلية التي تتسبّب في أنهار الدماء في الشرق والغرب. ونجد الطرق القومية والموانئ تُغلق دون أن يُحرِّك ساكناً، بل يسكت عن دعوة تِرك بتفويض البرهان بالانفراد بالحكم، وكأنها تجد هوى في نفسه.


هذه الهيكلة التي لم يقم بها البرهان، تجعل الثغرات الأمنية الواضحة في القوات النظامية هدفاً للانقلابات المتكررة للنَّيل من الثورة.
نسي البرهان أو تناسى، إنهم يملكون العديد من الشركات العسكرية، تتاجر وتتربّح خارج ولاية وزارة المالية. ليأتي بالأمس ويتحدّث عن أنهم لم تصلهم التحديثات للدبابات، وعن معاناة المواطنين والجنود من قلة الرواتب.
حديث البرهان أمام جنوده اليوم، واحدٌ من اثنين، لا ثالث لهما. إما إنه غضبان من الانقلاب الذي حدث، ومتخوف بأن الأمور ليست على ما يرام داخل الجيش، ولا يُريد أن يتحمّل المسؤولية عن هذا الإخفاق نتيجة عدم شروعه في الهيكلة، ولذلك يرمي باللائمة على المدنيين. وإما إنّه يُريد نفض يديه عن الشراكة المعلولة وينقلب عليها، فحديثه كان مليئاً بالتهديد، وإنّه يمد حبل الصبر..!


سعادة رئيس مجلس السيادة، نعم الشارع ومُعظم الثوار غاضبون وحانقون على الحرية والتغيير لتشرذمها وصراعاتها التافهة، وغاضبون من حمدوك أيضُا لتهاونه والبطء الذي يلازمه في اتخاذ القرارات المهمة ولعدم حسمه للعديد من القضايا الجوهرية، حتى أصبح الوضع متردياً في كل مناحي الحياة. لكن ذلك لا يعني أنهم سيرضون بالعودة لعهود الشمولية والظلام، والقبول بحكم العسكر. ولقد اختبرتم من قبل انتفاضتهم في 30 يونيو، عندما نفضتم أيديكم وانقلبتم على الاتّفاق مع الحرية والتغيير عقب مجزرة فضّ الاعتصام..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى