هذا هو الجيش الذي نريد !!
شاهدت للفريق شمس الدين كباشي في وسائل التواصل خطاباً جماهيريًا حاشداً بمدينة كادوقلي وسعدتُ جداً وأطمأننت وأنا أستمع إليه يتحدث باسم القوات المسلحة مؤكداً أنها ستقف علي مسافةٍ واحدة من كل المواطنين ، أراحتني كلمة ( كل المواطنين ) لأني من المواطنين فنحن في وطن يمتلكه الجميع علي الشيوع وبالتساوي ، صالحهم وطالحهم ولا فرق بين مؤيدٍ للنظام الجديد أو معارض له طالما ذلك وفق القانون ولا أعتقد أن الثورة جاءت لتقسم المواطنين ،هذا شيطان أخرس يجب إقصاءه وهذا ملاك طاهر يجب تقديمه ، إنما جاءت لتسوية الصف .
ومعلوم أن الحرية التي تتمتع بها فئة دون أخري ليست بحرية ، وذكر سيادته أن القوي السياسية والعسكرية التي وقعت علي الإتفاق الإطاري ليست كافية لحل المشكلة السودانية ، وبالطبع ستظل غير كافية الي ان تسع الجميع ،بل وصفهم بالعشرة كصيغة للمبالغة في القلة وذكر وبوضوح أن مهامهم كقوات مسلحة حماية الدستور و أنهم لن يحموا دستوراً لا يجمع عليه أغلبية المواطنين
، وهذه بلا خلاف مهمة حصرية وأساسية لقوات الشعب المسلحة ، ولقد ظللت طيلة الأربع سنوات الماضية في حيرة من أمري متسائلًا : لماذا انحازت القوات المسلحة بهذه الصورة المقلوبة لمجموعة محدودة جداً من المواطنين وتجاوزت بذلك الأكثرية من اصحاب الحق !! صحيح نحن أمام ثورة شعبية لها شرعيتها ولها مشروعها ، ولكن هل الشرعية ملك حر لهذه القلة دون الآخرين !! وهل الشرعية تعني أن تفعل هذه القلة السياسية في شعب السودان ما تشاء لدرجة أن يكون شعارها ستصرخون !! وكل ذلك بين يدي قوات شعبنا المسلحة ؟ هل الشرعية الثورية أن يصرح أحدهم بأنهم سيطبقون مشروعًا ثورياً يُفضي بهم الي أن يقام أمام كل منزل لإسلامي سرادق للعزاء ؟ ودعنا نتفق معهم مجازًا أن كل الإسلاميين مجرمين وقتلة فهل عقاب المواطن المجرم القاتل يتم بهذا الازدراء والصلف في دولة الحرية والسلام والعدالة ؟ إذاً اين قوتي أنا الذي تنازلت عنها لصالح مشروع الدولة بموجب العقد الاجتماعي الذي تأسست به قواتنا المسلحة لتحميني ممن تغول علي ّ بلا جريرة ؟ .
سعدت بحديثكم أخي الفريق كباشي ليس لأنه أعاد للمواطن حقه الدستوري وهذا بالطبع من أوجب واجباتكم ،ولكن جاءت سعادتي لأن حديثكم سيكفي المواطنين شر القتال ولأنه لو أستمر الحال هكذا فسيكون حمل السلاح لمن ظُلِم واجب في وجه من ظلمه !! والذي يظن أن السودان سيؤول حكمه بهذه العنجهية السمجة والمسرحية المدعومة من الخارج فهذا لا يعرف الواقع السياسي !! واتفق تماماً مع الذين يرون أن القوات المسلحة ينبغي أن يطالها الإصلاح المؤسسي ، ولكني أستدرك ُ علي بعضهم أن الإصلاح المنشود ينبغي أن يكون لصالح الوطن والمواطن وليس لتصفية الحسابات !! ما عندي أدني شك أنه ليس هنالك مواطنًا أكثر مني غيرة علي الوطن مهما أدعي الأخ جعفر حسن ، وأرجو الا يزايد احد علي أحدٍ في وطنيته فكلنا أبناء حواء السودان وفي جنابه فليتنافس المتنافسون ٠ ٠ التحية لسعادة الفريق أول شمس الدين كباشي وعبره التحية لكل قواتنا المسلحة ونسأل الله أن يحمي بلادنا شر الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن ٠