Uncategorized

المصالحة الوطنية ضرورة قصوى لبقاء الوطن

نحن الآن بين يدي خيارين لا ثالث لهما ، المصالحة الوطنية التي لا تقصي أحداً وتتجاوز كل تفاصيل الخلافات من أجل الحفاظ علي أركان الدولة ( الشعب – الأرض – الحكومة – السيادة – الاستمرارية السياسية ) ، أو نهاية دولة أسمها السودان بكل تاريخها وإرثها !!

وصدقوني لن يُحْكَم السودان بوثيقة الإتفاق الاطاري لأنها تحمل عناصر فشلها في نصوصها ، ولو تكونت الحكومة ستسقط لوحدها في غضون شهور وينفرط بذلك عقد الأمن ، ولذلك الخيار الأوحد والذي يحفظ لنا وطننا وتاريخنا هو المصالحة الوطنية الشاملة ، مع وجوب فصل الايدلوجيا عن السياسية ومرحباً بها كأفكار في المحيط الاجتماعي ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).

و لا أجد سبباً موضوعيًا وآحداً يجعل ساستنا يرفضون خيار المصالحة فقد أصبحت ضرورة قصوي لا تخطئها العين محجةً بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا صاحب هويً ، وأعجب أن تكون هذه الفوضى بديلًا للمصالحة و تسوية الصف !! هل يُعقل عدم إتفاقي معك في تقييم حدثٍ مثل حركة 25أكتوبر يجعلني ناقص الأهلية ويحرمني من حقوقي الانسانية والدستورية ويتسبب في خلاف سياسي يؤدي لضياع وطن بحاله؟

، في تقديري أي حجة وإن كانت صحيحة طالما أنها تعطل مصلحةً أكبر منها فهي باطلة ويجب تجاوزها !! مقتضى الدين والأخلاق في هذا الظرف الإستثنائي هو وحدة الصف السوداني وقطعاً لا ينبغي أن تكون خلافاتنا السياسية بهذه البساطة !! والميديا مليئة بدواعي المصالحة فقد شاهدت أمرأة من غرب السودان تعثرت في الوضوع فحملها أهلها وهي تعاني من الألم وتنتظر مصيبة الموت لخمس ساعات حتي تصل لأقرب مركز صحي ،ونساء الساسة يضعن أطفالهن في مستشفيات سبعة نجوم في السودان وخارجه !! أليس هذا ظلماً ؟ وقرأت كذلك أن بعض الميسورين من أهل الدثور إحتفلوا في مناسبتهم بالعابٍ نارية فأحدثت بصوتها رعباً شديداً ولاذ المارة بالفرار خوفاً من أن يصيبهم أذيً من سفه الساسة ،

وهكذا أصبح المواطن السوداني في وطنه خائفاً يترقب أن يأتيه الموت من كل مكان ، لسنا ألان في عرض تأسيس دولة حديثة كما ندعي أيها الساسة ، بل نحن في حاجة ماسة جداً لحفظ أركان دولتنا القديمة ، فقد تداعت علينا الأمم كما تتداعي الأكلة علي قصعتها والنتيجة الحتمية إذ لم نقدر الواقع حق قدره سيتقسم السودان وتنضم أجزاءه بعد القسمة لدول الجوار فاتقوا الله في أرضكم وعرضكم أيها الساسة فإنكم مساءلون عنه في الدنيا والآخرة ونسأل الله التوفيق ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى