ثقافة

إني أعلن براءتي

بقلم /الشاعر صباح الابراهيم

( لاشك في انك اغبى الناس اذا كنت تبحث عن الحب في قلب يكرهك).

(  فيلسوف ما)

ها انا أشعل فتيل ذاكرتي واستنفر النجوم في وطاة الليل، و احفر خندقا بعمق كياني،

يتسلل كبريائي باحثا عن مشروع مؤجل أو ضحكات ضائعة تحت قانون الطوارىء.

اذكر اني قلت لكِ لن اتحرر من سجني دونك ِ، ولن افاوض هلوسة الصعاليك في داخلي، ولن أنظر إلى مرآة عانس ولن اضيئ خيلي بالصهيل.

واذكر اني اخبرتك ذات مرة بأن فمكِ يعجبني، وهذه شفتي حافية من القبل الاّ من مجذاف الكلام، فالبسها قنديلا يضيئ عتمة الروح..

هكذا انا يوزعني الوجع على لافتات الاحتجاج، وتاج الحكمة يتعرى من لؤلؤه. حنيني يناشد الشمس لعلها تطلع على وجوه اتعبها العابرون، وغص الشريان من دمها فأصبحت كقبضة من تراب. تغدو مثل انكيدو وهو يمارس لعبة الخلود، فلاقى حتفه في انطواء منقرض وهو يستمع إلى تراتيل اورنينا عند وصول الحوريات إلى مذبح الآلهة.

هكذا انا اغتسل بالكتابة مرة، وتدنّسني مرات، فاصطفي من حروفي وردة خائبة تجثم على عرش تمردي، اقطعيني بحد السكين أو دعيني ادخل مغارتك أو اطلقيني واكتبيني حرفا منحوتا على جدرانكِ. ارسميني قطعة شطرنج يتلاعب بها العراة الا من ورق التوت، فلا زالت بصماتي على خصرك ومازال اسمي تتداوله العرافات، يقرأن خطوط يدي، لكني أحاول إعادة تأهيل نفسي واقرا طروحات من زمن النبوءة وكهانات زرقاء اليمامة لكنها سرعان ماتتهاوى كلعاب طفل على قطعة حلوى..

احفر على غسق الشمس خيالا لهذياني يبحث عن رفاة الحقيقة

ويستنطق الغيب، فاجتهد بالسؤال وانا المهموم بكِ تأخذني الايام إلى أجوبة قيد الهجرة، واطفو على السطح ككربة نخلة التفّ على ساقها الموج.. فهذا هو الموج وذاك هو الطريق إلى الله، فاني أعلن براءتي من نفسي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى