في هذه الصورة ترى شاعرنا الصنديد هاشم صديق ممددا على عربة كارو عندما ضاق به الحال في ام درمان التي عشقها وظل فيها في ظروف الحرب المشؤومة ولم يجد في سبتمبر الماضي وسيلة أخرى يغادر بها المدينة، واليوم نعاه الناعي في دولة الامارات التي انتقل اليها مكرها وهو الذي صمد في قلب ام درمان طوال 17 شهرا والقذائف تتطاير من حوله
أثرى شاعرنا الكبير الوجدان السوداني ومكتبة الغناء السوداني بكلمات مموسقة دخلت القلوب أهلا ونزلت فيها سهلا، وسيحفظ له التاريخ انه صاحب “ملحمة” اكتوبر التي قال اننا سنستلهم ثورتها “لما يطل في فجرنا ظالم”، وكان على العهد مناضلا بالكلمة ضد كل الدكتاتوريات المتعاقبة في السودان
أعفونا من كتر التحالف/ والتخالف/ والشراكة/والشياكة/والمواثيق
والتواثيق/ والورق/ كم مرة أذنا الفجُر/ قبال نفيق شفقو إنسرق/ كم مرة بشّرتو الحشوم/ أكلت عديل مُر الصفقْ/ كم مرة جربنا البيان/ كم مرة جبناكم عيان/ نشف البلد قلبو إنحرق… ———
الشعب وين يا مؤمنين/ ودستوروا في حلة إنسلق؟!/ و ( القسمة) في ثروة منو/ والشعب بي جوعو إنشرق/ و(النسبة) في سلطة منو/ و( سكرنا زاد)
( بالنسبة) في الدم إنطلق
عاش هاشم مرفوع الرأس وها هو يغادر دنيانا بسيرة ليس فيها شق او طق. رحم الله شاعرنا الكبير الذي لحق بشاعر اكتوبر محمد المكي ابراهيم الذي انتقل الى جوار ربه في 29 سبتمبر الماضي، انزل الله على قبريهما شآبيب رحمته والعزاء موصول كل أهل السودان