مقالات

دمعات في حق المصور الصحفي الراحل جاهوري

بقلم / فريعابي محمد احمد

 

اجمل العبقريات…هي التى يقترحها الجنون…ويكتبها العقل)

( اندرية جيد)

من رهق (الجنون)…الى عافية (العقل)…..مرت موهبة ( جاهورى)… علي رصيف ( الشهود / المشهديات )

كانت لدى جاهورى …نزعة( الجهر) بالموهبة…(الجهر) بالصوت (الجامبو)…فقد كان المرحوم …يأتزر ثلاث وزارات (ا بداعية) :

الرسم
الخط
التصوير

كان هذا المثلث المرعب…يشتعل دوما علي ( شاربه الكث).. بقوائم معيارية…وقيم مرجعية…راسخة جدا

فقد كانت رسوماته…فتحا جديدا فى ( تقليعات) البورتريه…الثائر علي بردوة الطقس

كانت الرسومات عند ( الواد جاهورى.. بتاع الفتوحات)… كانت ( شغف) ملون على نتؤات السطح والحرف

كانت الرسومات …تنهض علي اسئلة الثقافة والتركيب المعجمى والدلالى للتشكيل

كان جاهورى…مفتونا (برهق) اللون والنفاذية ذات التأثير الصاعق علي اسئلة الرسم وتقاطعاتها علي وجوه البنايات الشاهقة لموجب الاجابة.. وسالب التأؤيل

وكان المحترف…المغفور له بإذن الله جاهورى.. كان يمتلك ناطحة السحاب المسماة ( الخط العربى)…

كان يحشد للخط… ترسانة مهولة من الحروف المشاغبة التى
تتداعى حول طبيعة الخطاب الابداعى (للحروفية) ذاتها

…وكانت تتسامق دائما الي انساق اللغة والبنية الجمالية للخط نفسه

كانت موهبة المرحوم جاهورى…مفارقة للسائد…ولا تتقاطع مع التقليدى المعسم…

كانت موهبته…متخصصة في احتراف زوايا( الشتر)… وغلاف المكان…واطلس ( الأصابع)

كان زملاؤه…يتساءلون :

من اين اغترف هذا العبقري… قاموس (الاكسس) المبدعة…ومن أين تحصل علي تنميط الزمن المفارق لليومى البارد..!!! من اين…؟؟!!

رغم انه محبوس بإحكام جوة تضاريس علمية صارمة جدا في (فقه) الصورة

كانت الصورة لدى… جاهورى… (ابعادا) غير محددة…ومقاييسا ليست (للرصد)

كانت الصورة عنده … تلتمع بفروقات (جمالية) وفلسفية تختص ب( الشكل/ والظل)…مع رصيد مواز…لفكرة الجوهر…التى تخص القالب (الضوئى ) المتمايز.. ومدى استجابته (لابستيم) الخطابات الابداعية المحشورة بين ( الضوء/ الظل)

كانت عند المرحوم جاهورى…غفر الله.. تجاربا معرفية ذات سياقات مخصوصة تعرضت سياقاتها الكونية… لمنعطفات (معرفية) حديثة في عالم( الاضاءة)

حتى وصل جاهورى الى محطة (مايبدو)
دون ان ينسج حولها قناعات (مبتسرة) أو حلولا (معلبة)

ولكنه_ اي المحترف العبقرى جاهورى_ فتح (للقارىء/ الناظر/ الرائى)
…صنبورا للتأويل المريح…والثقةالدسمة

حقيقة …كانت موهبة …جاهورى.. رحمه الله…وغفر له… قطرة (شوف) في بحر (الحرف/ المضىء/ الملون)

كانت موهبته المفارقة ..خارج التصنيف ( المثلج)…وفوق الازدواج ( اللزج)

…ولكنها كانت (جوة) كوخ اللامتوقع… وغير ( المفكر) فيه .

كانت( الانامل) عند جاهورى…(محبة ) سكنت بلور الغمام

فأحالت ( الكراهية ) الي نهر ( جار) من ( الغيرية)…وحب مشاركة الآخر

فإذا ما إنتصف الليل…قاطعه حلم (الانانية)

ففى داخله… (غرف)…تمر بها ( التحايا)

فلم تعد الأرض آنئذ.. في حاجة…السماء

فلم (يبت) جاهورى يوما ( متخما).. وجاره…تعوزه موهبة

كان دوما يحمل بين جنبيه…طبق من (التواضع)..وكثير من (بهار ) المعنويات

كان قليل من البحر عنده…يكفى لينشر شلال المشاركات علي خلايا الابجدية…لمدينة من حروف…سقفها السحاب

فهاهو قد عادت بعد وفاته من سفر هو ومحكياته…(الرسم…التصوير..الخط).مخلوطا بزعفران ( الثقة بالنفس )

كانت لديه الأرض أول…مشكاة ( اغتراب)

كانت الأرض..حرف كبير من ( الوجدان)

كان جاهورى يعقد الكورسات والسمنارات…ليؤمها الاخرون..استفادة…وزاد خبرة

لم يقل جاهورى لصاحبه المشغول بالتأويل…ماذا ترك الصدى بين السلالم؟

( نحن نبنى الكثير من الجدران…والقليل من الجسور)

( اسحاق نيوتن)

كان شعار جاهورى :
( في القلب…علم الحساب ..هو الصواب )

لذا نام هذا الجوهرة .كقصيدة مستقيمة من الهبات والعطايا

اولها…كآخرها…رهان صادق..وظمأ الي الحوافز

وقبيل وفاته..تطلع جاهورى الي جغرافيا حلمه…فلم يجد قربه سوى سرج حصانه…. (موهبته)

وجدها … حين نبتت (شامة) علي خد القرنفل

سأل نفسه يوما : الاءن..ومن هذه المسافة…ايستطيع مسافر مثلي التلفت الي الامام …!!!

هل أك يوما أنا …كالاغاني الجميلة…تولد من اول حب..!!!

كان مهووسا بإستعادة شىء ما…ليصنع من الحجر… (قمراً )

كان حين يرسم…..(حاضره غيمة)

وحين يكتب…،(غده مطر)

وحين تطرز أصابعه؛ صورة..(هوية ملونة)

دوما نجده… ينقذ الوقت لخلل في الطبائع
…..( الإنانية)
…ليربك صينية ( الحسد)

قد ابصر جاهورى مرة…براكيننا علي (عرف) ديك…لايؤمن بايديولوجيا (الصياح)

( لا راحة…لمن تعجل الراح…بكسله)

( سقراط)

فهل الكسالى …حياديون في البحث عن النسيان والغفران…..؟؟!!

هل نحن سواسية امام مرآة الإلهام..؟!!

لا…!!!

فالسماء…تنقحها (غيمة)..والأرض تأكل تضاريس أخطاءها حين (تخلد) النجوم الى ( الوجوم )

هتف جاهورى يوما ما: ايتها الموهبة عانقيني..لاكبر ( أكثر)

اما من فقدوا الموا هب…قد يصدقون اذا كذبوا…فلنستمع اليهم ..( صمتا)

فالغياب…هو حنين الحضور الي شكله حين تجلس ( المحبة) علي مصلاة…( الكمال)

زر الذهاب إلى الأعلى