Uncategorized

صناعة الأهداف،محاضرة أقامها إتحاد الصحفيين والإعلاميين والمثقفين العرب

رصد /سناء الباقر

أقامت مؤسسة الاتحاد العربي للصحفيين والاعلاميين والمثقفين العرب،والتي يرأس مجلسها الأعلى البروفيسور د/عمر الهراش، أقامت ضمن برامجها ومحاضراتها الدورية اليوم محاضرة بعنوان (صناعة الاهداف) وكان المتحدث الرسمي فيها الدكتور هشام المصري، حيث بيُن ماهو الهدف وكيف نصنعه وماهو الفرق بين الهدف والرؤية وأن صناعة الهدف تعني التنظيم والتطبيق مضيفا أن عدم التخطيط يعني الفشل وان صاحب الأهداف يسير بخطى واثقة وفي مسار محدد. وان الاهداف هي النقاط التي لابد من تحقيقها مجتمعة للوصول الى الرؤية

وتداخل عدد من  الموجودين حيث عرف  الدكتور محمد علي الحريشي الرؤية قائلاََ:

الرؤية هي الخطة والنظرة والفلسفة والقناعة التي تتخمر في ذهن الشخص المسؤول عن إدارة أي عمل من الأعمال بشكل عام، ومن الرؤية تتشكل الخطة والبرنامج الذي ينفذ حتى الوصول إلى تحقيق أهداف الرؤية، بشكل عام، مفروض يكون لكل فرد رؤية وبرنامج في حياته كيف يديرها ويمشي على ضوء الرؤية المرسومة في الدماغ.
الرؤية تتكون أولاً في الذاكرة أي في المراكز الحسية في الدماغ ومن مراكز الإحساس في الدماغ تنمو وتتخلق وتتحول إلى رؤية عملية يمكن كتابتها على شكل خطط وبرامج.

هكذا تكون أهمية الرؤية بأهمية الموقع القيادي الذي يشغله الفرد حتى الوصول إلى المواقع القيادية العليا، وفي المواقع القيادية العليا يفضل ان تكون الرؤية جماعية مؤسسية منظمة وفق قواعد خاصة أفضل من الرؤية الفردية، لكن الشخص القائد يترك بصماته وكاريزمياته على روح الجماعة وهذا مايمكن أن نطلق عليه القائد الفذ أو القائد المبادر وهكذا.

*الأمر يبدأ من المدرسة:

الصحفي الدكتور سعد قاسم الكعبي قال ان الأمر يبدأ من المدرسة والتعليم في بلادنا تعليم تلقيني يتعامل مع عقل الطفل على أنه مخزن، تصب فيه المعلومات طوال العام ليفتح المخزن يوم الامتحان لتفريغ ما به من معلومات، هذا لا يبني إنساناً.
أتدرون كيف تتم تربية الأطفال في اليابان؟ منذ عمر 9 سنوات إلي 12عاماً، في هذا العمر الصغير الذي نعتبره في بلادنا عمر أطفال، يأخذون حصة كل أسبوع في بعض المدارس في اليابان، أتعلمون ما اسم هذه الحصة؟
حصة «ما هو هدفك في الحياة؟» نحن عندنا أفراد يبلغون من العمر 35عاماً ولا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال. عرفتم الآن لماذا ينجحون ولا ننجح؟
يدخل الطفل المدرسة، فيسألونه: ما هو هدفك في الحياة؟ فلا يعرف الإجابة عن السؤال، وفي الحصة التالية يتكرر الأمر، فيبدأ الطفل يشعر أنه مضطر لأن يجيب، فيبدأ في قول أي شيء لكي يخرج نفسه من الموقف. فيقول شيئاً، فيقولون له ماذا تحب وما هي مهاراتك؟ فيحركونه بطريقة صحيحة.
فإذا كان يريد مثلاً أن يكون أحسن رسام، يحاولون أن يروا طريقة رسمه. أو مهندساً، فيحاولون تشغيله على الكمبيوتر لمعرفة مهاراته.
فيبدأ طوال العام في تغذية هذا الهدف حتى يجيء الصيف، فترسل إدارة المدرسة إلى أبويه مذكرة أن ابنهما قال إن هدفه في الحياة كذا، ويجب أن تنموا في الصيف هذا الهدف. ويرجع إلى المدرسة في العام التالي ومعه شهادة من أبويه أنه تم تدريبه على كذا وكذا، فهم يقومون ببناء الإنسان. والله بناء الإنسان أصعب بكثير من بناء العمارات و المصانع والسدود.
أن تبني إنساناً عنده رسالة وعنده هدف، فالطفل عندهم يعمل بجدية حتى إذا بلغ 12 عاماً يكون هدفه واضحاً: أنا سأكون أحسن مهندس كمبيوتر في البلد، أو أحسن روائي يكتب قصصاً في البلد، ويبدأ الموضوع يكبر مع الطفل عاماً إثر عام ويبدأ الحلم يكبر، وأحلام الطفولة تتحول إلى حقائق، ويجد الطفل نفسه وعنده هدف في الحياة..

وقال ان من أسباب النجاح في الحياة:

أن تتعلم كيف تضع أهدافك وتركز عليها وتسعى لتحقيقها، فحياتنا مليئة بأدوار مختلفة، ومساحات متعددة من المسؤولية فقد يكون الشخص زوجاً، وأباً، وتاجراً.. وعندما يُفقد التوازن بين أدوارنا في الحياة وبين أهدافنا وطموحاتنا فإننا نخفق في تحقيق النجاح وقد نضحي بأهدافنا أو نهمل مسؤولياتنا، فوضع الأهداف يساعدنا في عمل توازن بين أعمالنا وطموحاتنا، لذا عليك تحديد أدوارك المختلفة، وجعلها في قائمة مبتدئاً بالأهم منها. مع جعل هذه الأدوار تابعة لقيمك ومبادئك. فاجعل قيمك هي المرشدة لك.
والهدف ببساطة هو الغاية التي تريد أن تحققه وتنجزه؛ فهو يختلف كلياً عن الرغبة والأمنية. لذلك عندما تصنع أهدافك فاجعل في ذهنك الإرادة والعزيمة على إنجاز هذه الأهداف، فالرغبة والأمنية بل والقرارات المجردة ليست ذات جدوى ما لم يصاحبها إرادة تحولها واقعاً محسوساً. إذا كانت الحياة رحلة قصيرة كما قال عليه الصلاة والسلام :” ما لي وما للدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها”؛ فكيف يسير المرء في هذه الرحلة دون دليل أو هدف! لذا كلما كان الهدف واضحاً في الذهن تماماً كلما كان الشخص أقرب للنجاح. ولهذا نجد الأشخاص الذين لديهم أهدافا ينجزون أكثر من الأشخاص الذين ليس لديهم أهدافا وهذا بسبب وضوح الرؤية والمسير…

نحن نحدد أهدافنا لنعرف طريقنا ونمتلك البوصلة، فالأهداف في الحياة بمثابة البوصلة الذاتية لكل إنسان، هي التي تحدد له الاتجاه الذي ينبغي له أن يسلكه، بينما الذي لا يملك الأهداف يتخبط ولا يدري أي الطرق يسلك، وتعرفون قصة «أليس في بلاد العجائب الشهيرة» وذلك الحوار بين الفتاة أليس والقط الحكيم تشيتشاير، عندما سألته من فضلك هل لي أن أعرف أي طريق أسلك؟ فأجاب القط: يتوقف هذا إلى حد بعيد على المكان الذي تريدين الذهاب إليه، فقالت أليس: إنني لا أعبأ كثيرا بالمكان، فرد عليها القط الحكيم: إذن فلا تهتمي أي الطرق تسلكين.

حوار معبر، فأنت عندما تسيرين سيرا عشوائيا بغير هدف فسوف تصلين إلى مكان ما حتما، لكن إن كنت تريدين أن تصلي إلى مكان له معنى، فعليك أن تحددي أين تريدين الذهاب.

نحن نحدد أهدافنا حتى نتمكن من إدارة الوقت، فالشخص الذي يحدد أهدافه هو الوحيد القادر على إدارة وقته بكفاءة واقتدار، وإدارة الوقت لا تعني فقط استغلاله، بل الاستفادة القصوى منه بتحقيق أكبر قدر من الأهداف، لذلك تقول كاثرين كارفيلس في كتاب قوة الأهداف: «لا يكفي أن ننشغل، السؤال هو: ما الذي يشغلنا؟».

تحديد الأهداف يجعلنا ندير حياتنا وفق ترتيب الأولويات بحيث نوزع أوقاتنا على الأنشطة اليومية التي تصب في تحقيق هذه الأهداف تبعا لأهميتها،..

لم تقف المحاضرة عند هذا الحد،  بل شارك كل الحضور بفعالية حول صناعة الهدف والسبيل الى التخطيط السليم وادارة الوقت والانشغال بالأهداف وكيفية تحقيقها.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى