بقلم / محمد التجاني عمر قش
وصلت إلى بريدي ردود كثيرة من محبي الفنان المبدع عبد القادر سالم ومعارفه من الوسط الفني ومن الذين جمعته بهم ظروف الحياة وقد أجمعوا كلهم على أن عبد القادر سالم فنان ومطرب إنسان من طراز فريد جداً. ومن ضمن تلك الردود ما كتبه السفير الدكتور خالد محمد فرح، الكاتب والأديب والباحث المرموق، والمهتم بالتراث الكردفاني، فقد كتب ما نصه: ” شهادتي في عبد القادر سالم مجروحة، فبخلاف أنه من فناني ديارنا الكردفانية، ومن الكوكبة الأولى من مطربيها الأفذاذ، فإن عبد القادر سالم قد تبوأ مكانة باذخة في دنيا الغناء والموسيقى في السودان، على المستويات القطرية والإقليمية والعالمية. وهو أخ أكبر وصديق جمعتني به عن قرب رحلاته المتكررة إلى العاصمة التشادية أنجمينا وقد كنت حينها دبلوماسياً في أول السلم بسفارتنا هناك، فنشأت بيننا علاقة إخاء ومودة صادقة، أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية. فقد كان هذا الرجل المربي الكبير مديراً لمدرسة الصداقة السودانية التشادية بأجمينا التي يسميها التشاديون بمدرسة نميري لأنها أنشئت في عهده، وكان عبد القادر ثاني مدير لها بعد مؤسسها الأستاذ صديق عبد الله في أوائل سبعينات القرن الماضي. وهنا برز دور عبد القادر سالم كمعلم مربي مقتدر من الذين تخرجوا في معهد التربية بالدلنج حيث رشفوا رحيق المعارف والتجارب التربوية على أصولها”.
أما الموسيقار المعروف عبد الهادي محمد نور، عازف الساكسفون، وهو أحد المقربين من عبد القادر سالم بحكم المهنة والزمالة التي امتدت لسنين عداً فقد أدلى بما يلي: ” في الواقع، الحديث عن الفنان الرائع والمبدع ذائع الصيت، رئيس اتحاد المهن الموسيقية، يطول فهل نتحدث عن أخلاقه أو فنه أو إنسانيته؟ فهو باختصار فنان شامل يتخير كلماته وإيقاعاته وطريقة توزيع موسيقاه وأداءه وقد تغنى بكافة الإيقاعات السودانية بما فيها الجراري والمردوم والسيرة والتمتم والريقي وغيرها. وهو من الفنانين الذين يحظون باحترام واسع في الوسط الفني وله تقدير خاص لدى من يعملون معه من الموسيقيين؛ لأنه رجل منصف جداً. وقد أصبح هذا القامة السامقة فناناً عالمياً وقد رافقته شخصياً في كثير من الرحلات الفنية خارج الوطن فرزنا فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ووصلنا حتى فنلندا وفي كل هذه البلدان لقي عبد القادر سالماً قبولاً فنيا منقطع النظير فصارت لديه شهرة نادرة كواحد من الفنانين الذين مثلوا السودان في مهرجانات فنية مشهورة خارج حدود الوطن، حتى أن هنالك مطربة إسرائيلية تغنت برائعته “حليوة يا بسامة” ونالت إعجاب كثير من الجماهير في مختلف بقاع المعمورة. وقد شهد لعبد القادر سالم بالتميز والإبداع أناس كثر خارج السودان؛ ذلك لأنه رجل متعلم ومثقف ومطلع وباحث لا يشق له غبار في مجال التراث الكردفاني والشعر الشعبي. ودائما ما يردد الدكتور عبد القادر سالم مقولته: ” إن التراث هو الخطوة الأولى نحو العالمية بالنسبة للغناء السوداني” لأنك في الخارج لا يمكن أن تقدم للجمهور موسيقى تشابه ما لديهم، فإن ذلك لا يدهشهم. وذات مرة كنا برفقة الدكتور عبد القادر سالم في طوكيو وقد كانت الموسيقى الكردفانية والإيقاعات الشعبية مدهشة للناس في اليابان حتى أن مطرباً يابانيا صعد على المسرح وتغنى بلغته على الإيقاعات الكردفانية الخاصية”.
وعموما نستطيع القول إن عبد القادر سالم شخصية متفردة في كثير من الجوانب وحاولنا هنا تسليط الضوء على بعضها بقدر المستطاع. وأشكر الصحفية المتميز سناء الباقر على اهتمامها بنشر هذه المقالات في موقعهم الإلكتروني.