بقلم / سناء الباقر
ولاية الجزيرة السودانية كنز ثقافي متنوع :
تقع ولاية الجزيرة وسط السودان وتزخر بتراث متنوع يعكس طبيعة الحياة الاجتماعية والثقافية لكل السودان .
الاقتصاد في ولاية الجزيرة:
يعتمد الاقتصاد فيها بصورة اساسية على مشروع الجزيرة الذي يعود تاريخه الى القرن الماضي وشكل النمط الاقتصادي الاهم لانتاج الذرة والقمح القطن الفول السوداني االعديد من البقوليات . اضافة الى اعتماد بعض ممن لا يملكون (حواشات ) وهي الاسم السائد لمن يمتلك مساحة زراعية بالمشروع يعتمد من لا يملك هذه المساحة على الزراعة على جروف النيل الازرق والتي تغطي كثيرا من الاحتياجات خاصة الخضروات وبعض البقوليات .
ويعتمد السكان في التبادل التجاري وبيع منتجاتهم وسلعهم على الاسواق المنشأة على حسب المحليات . كسوق المسيد مثلا وهو سوق اسبوعي يقع في منطقة المسيد يعتمد عليه أغلب سكان شمال الجزيرة مرتين في الاسبوع .
اضافة الى الأسواق الصغيرة لكل قرية .
الازياء :
أهالي الجزيرة كغالبية اهل السودان يرتدون الزي القومي ،(الجلابية ، العمامة. الشال ، المركوب ) للرجال. خاصة في المناسبات حيث يندر ان تجد من يرتدي الزي الذي يسميه البعض بالأفرنجي (البنطال).
وترتدي النساء الثوب السوداني الجميل وهو زي ساتر لكل الجسد يظهر التناسق الجميل والربط مابين الأصالة والحداثة .
الحرف اليدوية :
كانت أغلب الحرف اليدوية في السابق من صنع النساء ، حيث صناعة النسيج والبروش والملابس القطنية وتطريزها . وهناك كذلك صناعة الفخار وغيرها من الحرف .وحديثا اضحت النساء تقوم بصناعة المشغولات والاكسسوارات والشغل على الثياب واعطائها جمالا يغني عن استيرادها من الخارج خاصة في مواسم الأعياد والمناسبات .اضافة للنجارة والحدادة (الورش) البناء فهذه غالبية الحرف التي يمهتهنها الرجال .مع العلم ان هناك حملة شهادات عليا ولكن لم يحالفهم الحظ لامتهان ما يناسب شهاداتهم فاتجهوا لهذه الحرف وتعلمها .
الوجبات:
تتميز ولاية الجزيرة بوجبات يعتمد عليها غالب اهل السودان مثل الكسرة ..العصيدة .ملاح التقلية .. النعيمية ..والدمعة بالقراصة وغيرها من الأكلات الشهية .
المناسبات الاجتماعية :
تعتبر المناسبات مهرجانات للقاء الاحباب والتواصل الاجتماعي حيث تتم الدعوة للمناسبات من خلال مايكرفون المساجد في اغلب قرى ومدن الولاية نسبة للكثافة السكانية والخوف من الا تصل الدعوة لجميع اهالي القرية او المدينة . حتى اخبار الوفيات أصبح يعلن عنها عبر مايكرفونونات المساجد باعتبارها اسرع وسيلة لجمع المشيعين للمتوفي والصلاة عليه ، فضلا عن وسائل التواصل الاجتماعي .
ونسبة لكثافة المشاركين في مراسم الزواج او العزاء ، تقام الخيم والصيوانات في ساحات البيوت والشوارع مما يشير الى التلاحم الاجتماعي الذي يندر وجوده في المجتمعات الأخرى .
المباني والمعمار في الجزيرة :
كان المعمار في قرى الجزيرة سابقاً يقوم على بيوت الطين . الا انه تطور منذ زمن بعيد واصبحت المباني العالية والمعمار الحديث هو السائد في اغلب مناطق الولاية خاصة المناطق القريبة من العاصمة الخرطوم .
القبائل والإثنيات الموجودة بالولاية :
فضلاً عن القبائل الاساسية والاثنيات المعروفة منذ أزمان بعيدة إلا أن ذلك لم يؤثر على الترابط والتداخل الاجتماعي والتعايش السلمي بين السكان الأصليين ومن هاجر اليها من مناطق اخرى لكسب سبل العيش الحلال سواءً في مشروع الجزيرة أو المصانع الموجودة فيها. فولاية الجزيرة تعتبر سودانا مصغراً حيث تحتوي كل ابناء السودان بمختلف اثنياتهم واختلافاتهم .