تساؤلات مشروعة….. و اجابات في حق الوطن…
ا/ محمد سعيد دفع السيد
msd.ncls@gmail.com
ترى ما الذي أقعد السودان عن النهوض على الرغم من توفر معظم متطلبات الازدهار من موارد طبيعية غنية عن التعريف…سؤال يتردد كثيرا…بصورة أو بأخرى.. . وما الذي جره إلى قاع بلدان العالم ..بينما نهضت شعوب أقل منه حظا لمسببات هذه النهضة بحسابات الاقتصاد…والسياسة خاصة بعد الاستقلال… كشعب رصيده أقدم حضارة عرفتها البشرية… و التي نعجز في أغلب الأحيان عن تذكير انفسنا وتعريف العالم بها…. مع ان آثارها ظلت باقية رغم الإهمال…… اهي فعلا سياسات المستعمر التي اتبعها وزرع و غذي مسببات الفتنه بين مكونات الوطن الواحد.. اهي.. حقا.. أزمة هوية متنازعة بين الأفريقية والعروبة. ..وتعدد الأديان والثقافات والسحنات…. وعدم قبول الآخر… ودعاوي التهميش…. كما يزعم الكثيرون…. أم هي… عدم العدالة في توزيع السلطة والثروة… وغير ذلك من ما عدده اغلب المهتمين بدراسة الحالة السودانية….
قد نتفق ان كل أو اغلب ماذكر صحيح…ولكن… كيف يستقيم أن كثير من الدول ذات التحولات الاقتصادية الكبرى…والتي لها تقريبا.. معظم ما عددناه من أسباب… فكيف استطاعت أن توظف ما نراه مصدر ضعفنا الاقتصادي… إلى أهم قوة في البناء…
يبقى السؤال… ما البذرة التي وجدها المستعمر في مكونات هذا الشعب…فاحسن استغلالها وفرضها لصالحه… ونماها لتصبح قنابل موقوتة ما فتئت تتفجر مخلفة الكثير من الحروب والخلافات…خلال عمر اسنقلال السودان.. وهل كل ساسة وقادة ومفكري هذا البلد لم يجدوا حلولا جذرية لهذا المشكل الحقيقي… و يتدارسوا الظروف… التي تحول دون أن نرى وطننا ينعم بكل الممكن وبعض المستحيل… بعد أن دفنت أجيال وهي تحلم ببناء وطن يليق بإنسانه الطيب….مع علمهم وتنبيههم للعامة بما زرعه المستعمر… من أسباب فتنه… ونية مبيته دون أن يكون لَهم دور في كيفية تجنبها…وهل عكفت مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية على دراستها وسبر اغوارها لإيجاد الحلول… أم أنها اكتفت بمثل هذه الأسباب الظاهرية الجاهزة….
وهل.لعب العنصر البشري دورا في هذا التدهور… بطبيعة تكوين انسانه صعب المراس…صعب الانقياد… كطبيعة ثابته تتمتع بها أغلب المجتمعات الرعوية.. الزراعية..والتي تمثل غالبية سكان السودان… من حب التملك… وعدم احترام الوقت… فهناك دائما فائض منه… وصعوبة وضعه في إطار ايدولوجي ملزم…و الاعتداد الشديد بالنفس والعشيرة… الجنوح للعيش في مساحات واسعه .. لتعظيم الأنا… الاجادة والبراعة في الأعمال والمهارات الفردية… وصعوبة الاندماج.. والتنسيق للعمل كفريق منظم … وعدم الاهتمام بالتوثيق الكتابي وتبني ثقافة المشافهة كالية لنقل المعارف والثقافات للأجيال القادمة. …بطء الحركة.. و ما يترتب عليه من مقاومة التحولات الفكرية والمجتمعية السريعة…. و…. الخ..
أم هي طبيعة مناخة المتقلب والذي قد تصادف خلال اليوم الواحد تقلبات كل فصول العام.. ومدى تأثير ذلك على مزاج الفرد… والجماعه…
الثابت أن انسان هذا البلد يتمتع بصفات فردية فريده أصبحت سمة ملازمة.. تتغزل بها معظم البلدان التي هاجر إليها المواطن السوداني… حيث هناك يسقط كل انتماء عرقي.. ويصبح السودان هو الاسم .. والعنوان… ويستطيع معها الفرد التأقلم مع بيئته الجديده بصورة مثلي..
هل عندنا أزمة كفاءات…أم أزمة برنامج.. ورؤي استراتيجية واضحة. .. سؤال.. تردد كثيرا وخاصة بعد ثورة ديسمبر…
هل فعلا نحلم باللحاق بركب أمم بعدت الشقة بيينا كثيرا… دون عمل دؤوب… واستراتيجيات وترتيب أولويات بنهج وطني واضح.. فما يعد عندهم متطلبات حياة إنسانية أساسية يصارع وطننا على توفيره أو يكاد بشق الانفس.. ويمن علينا مسؤوليه بذلك من توفير خبز.. مياه.. كهرباء.. شبكات صرف صحي… صحة… تعليم….. الخ..
الحل… لابد من وجود
صيغة للتعايش.. وقبول الآخر بوجود عقد وطني كحد أدنى للتوافق.. .. والاستفادة من هذا التعدد كمصدر قوة وليس كمعول هدم..
فالعنصرية والجهوية..ليس هي السبب الأوحد في رأي لما يحدث في البلد… ولكنها جزء فقط من المشاكل المزمنة وسوء الاداره….. الخ.. حيث أن كل مكونات السودان متعايشة في معظم مدن البلاد دون مشاكل… وان وجدت فهي تفلتات غذاها الغبن السياسي… ولعب الإعلام واستغل بعقول السذج للضرب على وتر القبيلة والجهوية…
يجب أن لا يلتفت الشعب السوداني إلى أحزاب خالية من البرنامج…لا تستطيع التوفيق بين أعضاء أحزابها ناهيك عن التوافق على إدارة بلد كالسودان بما فيه من مشاكل موروثة ومفتعلة… والتخلي عن حلم كاريزما القائد أو الزعيم… فهذا عصر كاريزما القيادة الجماعية.. بأسلوب التكي تاكا… والبرنامج الجاهزة التي تبني على دستور دائم … انتهى عهد الولاء الأعمى لكاريزما قائد مهما كانت مؤهلاته.وبدأت في التراجع في كل العالم….
التنادي لمؤتمر وطني جامع تناقش فيه كل الأزمات.. وبناء دستور وطني يراعي كل أطياف الشعب السوداني…. وعدم تمديد الفترة الانتقالية أكثر من هذا…. فعلى الرغم من أنه تاريخيا… اندلاع الثورات المجتمعية تحتاج إلى زمن طويل.. لتتخلص الأجيال من خيبات سرقة ثورتهم من قبل المنتفعين والمرتهنين الي املاءات خارجية… لديها مصلحة في تكبيل هذا البلد و الحيلولة دون وجود استقرار يقود إلى تنمية… و المتسلقين من الأحزاب… فهنالك حذر عام وإحباط من ما أنتجتة هذه الثوره.. وخوف تكرار أسوأ منه في حالة اندلاع ثورة توفرت لها كل الأسباب لتكون ثورة جياع حقيقية… والتي هي في الغالب ستقضي على ما تبقى من وطن…فإن هذه الفرضية ما زالت قائمة… يغذيها الإحباط والتردي الاقتصادي المريع….
الاهتمام بالتعليم والصحه… ووجود حلول قصيرة المدى لحل هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة…. و دعم أو إنشاء مراكز بحثية فاعلة في كل المجالات… وربطها مباشرة بصناع القرار في الدولة عبر حزمة من الإجراءات العلمية فقد انتهى عصر التجريب منذ عصور… فهذا عصر المعلومة فيه أغلى سلعة… وغير ذلك الكثير… فلا يعقل اننا نعيش في القرن الحادي والعشرون… و بأفكار تجريبية غير مبنية على أساس علمي بحثي متين…
أخيرا.. ليست هنالك اي دولة زراعية اكتملت لها ظروف النهضة والتقدم الا بالتحول إلى الصناعة… وإضافة قيمة اقتصادية للمنتجات الزراعية ومنتجات الثروة الحيوانية الأخري…. تمهيدا للدخول في شراكات كبرى للتحول الصناعي الكامل…بعد بناء مناخ استثماري ومواعين اقتصاديه لاستيعاب هذا التحول.. أما أن يقتصر اقتصادنا فقط على تصدير الخام… فهذا تدوير للخيبات لن يجني منها الوطن الا مزيدا من التدهور….
كان الله في عونك ياوطن….