اخبار

اللجنة العليا للانتخابات تستعرض مسودة النظام الإنتخابي الجديد في حمص

حمص / أحمد حاميش

في خطوة تعكس توجهًا جادًا نحو تعزيز الثقة والمشاركة الشعبية في العملية الانتخابية، نظّمت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب مؤتمرًا موسعًا في قصر الثقافة بمدينة حمص. حضر المؤتمر عدد كبير من أبناء المحافظة، ممثلين لمختلف المكونات الاجتماعية والفكرية. جاء هذا المؤتمر ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى رفع الوعي الانتخابي، والتعريف بدور اللجنة العليا واللجان الانتخابية الفرعية، وتكريس مبدأ الشفافية كأولوية في إدارة الاستحقاق النيابي المقبل.
يهدف هذا اللقاء، شأنه شأن اللقاءات في باقي المحافظات، إلى تقديم إحاطة حول مشروع مسودة النظام الانتخابي لانتخابات مجلس الشعب القادم واستمزاج آراء الناس وتدوين كل المقترحات والآراء، وصولًا إلى النسخة النهائية التي تستند بشكل أساسي إلى آراء الناس والخبراء والمختصين.
دور محوري للجان الانتخابية: تفعيل الرقابة وضمان النزاهة
أكد أعضاء اللجنة العليا خلال مداخلاتهم أن إدارة العملية الانتخابية تتم من خلال منظومة متكاملة تضم لجانًا انتخابية فرعية منتشرة في جميع مناطق المحافظة، تعمل تحت إشراف اللجنة العليا ووفق القوانين والتعليمات الناظمة. وتم التشديد على استقلالية هذه اللجان وحيادها، وضرورة تعاون المواطنين معها لضمان نجاح عملها.
يتضمن النظام الانتخابي المعروض في هذه الجولات الشروط وآليات الانتخابات والقواعد وكيفية الاختيار. تبدأ اللجنة العليا باختيار اللجنة الفرعية على مستوى المحافظة بالتشاور مع السلطات المحلية. تتشكل هذه اللجنة من أعضاء يمثلون كل المناطق في المحافظة، بمعدل عضوين من كل منطقة، وفق معايير وشروط تحددها اللجنة العليا.
بعد تشكيل اللجنة الفرعية، تبدأ بدورها بالتشاور مع فعاليات المنطقة والسلطات والأهالي لاستمزاج آرائهم حول الأشخاص المؤهلين لتشكيل الهيئة الناخبة في المنطقة، وفق معايير وشروط تحددها اللجنة العليا. يتم اختيار الهيئة الناخبة من قبل اللجنة الفرعية بمعدل 30 إلى 50 عضو ناخب لكل عضو مجلس شعب مقرر للمنطقة الواحدة (حسب الكثافة). أما إذا كان عدد أعضاء مجلس الشعب المقرر للمنطقة اثنين، يكون عدد أعضاء الهيئة الناخبة من 60 إلى 100، أي أن العدد يتضاعف.
يحق لكل عضو في الهيئة الناخبة الترشح لعضوية مجلس الشعب. بعد الترشح، تبدأ العملية الانتخابية لانتخاب عضو مجلس الشعب ضمن الدائرة الانتخابية على مستوى المنطقة.
مراحل العملية الانتخابية
يمكن تلخيص المراحل الرئيسية للوصول إلى الانتخابات كالتالي:
* تشكيل اللجنة الفرعية على مستوى المحافظة.
* تشكيل الهيئة الناخبة على مستوى المنطقة.
* إجراء الانتخابات للأعضاء المرشحين من الهيئة الناخبة، حيث يكون الترشيح من ضمن أعضاء الهيئة الناخبة.
تشكل في كل محافظة لجنة الطعون لتقديم الطعون عند تشكيل الهيئة الناخبة، وتعمل اللجنة نفسها للطعون في انتخابات أعضاء مجلس الشعب.
المرأة والشباب في قلب العملية الديمقراطية
تميّز المؤتمر بالتركيز على دور الشباب والنساء كعنصرين رئيسيين في بناء مستقبل سياسي أكثر شمولًا وعدالة. شدد المتحدثون على أهمية دعم مشاركة المرأة والعمل على تذليل العقبات الثقافية والعملية التي قد تحدّ من دورها. كما تمت الإشارة إلى الشباب باعتبارهم طاقة تغيير حقيقية، ينبغي إشراكهم في مختلف مراحل العملية الانتخابية، من الترشح إلى الرقابة والتصويت. لاقت هذه النقاشات تفاعلًا واسعًا من الحضور، الذين طالبوا بمبادرات إضافية لتعزيز التوعية السياسية بين الشباب وخلق بيئة داعمة للمرأة في العمل العام.
حوار مفتوح: أسئلة تعكس الوعي المجتمعي
المؤتمر لم يكن مجرد مناسبة لتقديم المعلومات، بل شكّل منصة حوار حقيقية بين اللجنة العليا والمواطنين. طُرحت أسئلة متعددة حول تفاصيل الإجراءات، دور اللجان، وكيفية الإبلاغ عن المخالفات، إلى جانب استفسارات تتعلق بفرص الترشح للنساء والشباب. أجاب ممثلو اللجنة بشفافية عالية، مما عزز من مصداقية الحدث، وبيّن مدى استعداد اللجنة للانفتاح على المجتمع والاستماع إلى ملاحظاته.
تعزيز الثقة: وتمهيد لمشاركة واسعة
اختُتم المؤتمر بإجماع الحضور على أهمية هذه الفعالية في توعية المواطنين وتعزيز التواصل بين اللجنة والناس، مؤكدين أن الانتخابات لا تكتسب شرعيتها فقط من الإجراءات القانونية، بل من حجم المشاركة المجتمعية واتساع التمثيل، وخاصة للفئات التي طالما كانت على هامش الحياة السياسية. أكدت اللجنة العليا في ختام اللقاء أنها ستواصل تنظيم لقاءات مشابهة في مختلف المحافظات، بالتعاون مع اللجان الفرعية، حرصًا على مشاركة وطنية شاملة وواعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى