ثقافة

قصة قصيدة

 

كاتب القصيدة هو الشاعر الهادي آدم ، شاب سوداني كان طالبا في جامعة القاهرة بمصر . أحب فتاة مصرية طالبة معه ، واتفقا على الزواج بعد تخرجهما . فلما تخرج تقدم الى عائلتها لخطبتها، فرفض والدها طلبه ، وأرسل العديد من الشخصيات للوساطة ، ولكن لم تفلح . عاد بعدها الشاب إلى وطنه السودان ، وظل حزينا معتزلاً الناس ، واتخذ من ظل شجرة مقرا له … وإذا بالبشرى تأتيه من البنت بأن والدها وافق أخيرا على
زواجه منها ، فكاد لا يصدق الخبر ، وطار من الفرح بانتظار الغد كي يذهب إليها ويخطبها .
وبدون شعور، ذهب إلى الشجرة وسحب قلمه ليكتب رائعته :

أغداً ألقاك ؟
ياخوف فؤادي من غدِ .
يا لشوقي واحتراقي ،
في انتظار الموعد .
آه كم أخشى غدي هذا ،
وأرجوه اقترابا ،
كنت استدنيه لكن ،
هبته لما أهابا .
وأهلت فرحة القرب به ،
حين استجابا .
هكذا أحتمل العمر ،
نعيما وعذابا .
فمهجة حرة ،
وقلبا مسه الشوق فذابا .
******
أغدا ألقاك ؟
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني ،
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني .
أغداً تشرق أضواؤك فى ليل عيوني ؟
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني .
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء .
يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء ،
أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء .
أنا أحيا لغد آن بأحلام اللقاء ،
*فأت أو لا تأتي أو فإفعل بقلبي ما تشاء .

أغداً ألقاك ؟
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر .
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر .
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر .
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر .
فإرحم القلب الذي يصبو إليك .
فغداً تملكه بين يديك .
وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاّ ،
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى .
وغداً نسهو فلا نعرف للغيب محلا ،
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا .
قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى .
أغداً ألقاك ؟

ولما علمت أم كلثوم بالقصة أصرت على غنائها .

من صفحة السفير  عبدالرحمن درار

نقلا عن ‘جريدة الأيام الإلكترونية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى