الآثار الاقتصادية لمتحور كورونا الجديد “أوميكرون”
باحث إقتصادي:
د/هيثم محمد فتحي
أثار المتحور الجديد لفيروس كورونا “أوميكرون ” قلقًا عالميًا، حيث عانت البورصات الأمريكية و الأوروبية والخليجية وبورصات دول شرق آسيا واليابان من أكبر انخفاضاتها منذ أكثر من عام، إذ يشعر المستثمرون بالقلق، خاصة أن الفيروس المتحور يقلص التقدم الذي تم تحقيقه على مدار شهور في السيطرة على جائحة فيروس كورونا .
تهاوت وفقا لتلك المخاوف الأسواق المالية ، لا سيما أسهم شركات الطيران وغيرها في قطاع السفر ، و النفط الذي تراجع بنحو 10 دولارات للبرميل، كما تراجعت أسهم بعض شركات الطيران العالمية الكبرى بأكثر من 10٪.
ويعتبر يوم إغلاق مؤشر داود جونز الصناعي منخفضًا 2.5٪ ، هو أسوأ يوم له منذ أواخر أكتوبر 2020 ، كما شهدت الأسهم الأوروبية اسوأ يوم لها منذ 17 شهرًا.
كذلك تكبدت العملات المشفرة خسائر كبرى، حيث شهدت عملة البيتكوين موجات بيع وانخفاض بنسبة 8.4٪ إلى 54179 دولارًا،
وقد بدأت الآثار الاقتصادية للفيروس المتحور محسوسة بالفعل في عدة دول، حيث خضعت الرحلات الجوية بين جنوب إفريقيا وأوروبا للحجر الصحي أو إغلاقها تمامًا، بينما شددت عدة دول أخرى من بينها مصر والهند واليابان وإسرائيل وتركيا وسويسرا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول شمال افريقيا فرض بعض القيود على السفر، وهذا يعني المزيد من الخسائر للاقتصادات الوطنية، وستعاني العديد من القطاعات الاقتصادية بسبب هذه القيود.
وقد تتعرض الموانئ وساحات الشحن للتوقف بسبب تفشي الفيروس المتحور الجديد، وربما تفرض الدول مزيدا من الإغلاق في ضوء ما ستكشف عنه الأبحاث عن مدى فاعلية اللقاحات في التحصين ضد الفيروس المتحور، ما يعني مزيد من الخسائر للاقتصادات العالمية .
يعتبر مصنعو لقاح فيروس كورونا من أكبر المستفيدين من ظهور هذا الفيروس المتحور الجديد وسوف ترتفع أسهم شركاتهم كثيرا .
لو تحدثنا عن دولة فهي تعمل علي اتباع نهج صارم في التعامل مع
جائحة.كورونا ويمكن أن تقرر إغلاق المصانع والموانئ ، مما يضيف إلى الاختناقات الحادة في سلسلة التوريد الحادة . كما أن مشاكل سلاسل التوريد التي أثرت على الأسواق العالمية لأشهر ستزداد سوءًا، .
أما على المستوى المحلي فستكون التأثيرات المرتبطة باضطرابات سلاسل التوريد والشحن وتوقف الإنتاج في بعض الدول الموردة للسلع والمنتجات، ونتوقع تأثيرا غير محدود على الاقتصاد السوداني .
