المستجد في الأزمة الروسية الأوكرانية
السفير /الصادق المقلي
الوفدان الروسي و الأوكراني في بيلاروسيا يعتزمان عقد جولة ثانية من المفاوضات بعد ان انتهت الجولة الأولى دون ان يرشح عنها شيئاً ٠٠لكن يبدو ان روسيا تطلب من الإتحاد الأوروبي اعترافه بسيادته على بشبه جزيرة القرم، حياد أوكرانيا و نزع سلاحها كحل للأزمة ٠٠٠وزير الخارجية الفرنسي صرح بان الهدف من العقوبات شل الاقتصاد الروسي ٠٠٠عقوبان بدأ تأثيرها حيث فقدت العملة الروسية الروبى ٣٠ فى المائة من قيمته امام العملات الصعبة الأخرى و رفع البنك الدولي سعر الفائدة من ٩ و نصف الى ٢٠ في المائة ٠٠٠لمواجهة سحب المواطنين لودائعهم من المصارف ٠٠٠عقوبات مشددة على البنك المركزي الروسي و تجميد كل امواله خارج الحدود و أبعاده من استعمال الدولار فى معاملاته و حرمانه من اى نشاط في اسواق المال الغربية ٠٠تجميد اموال الاوليقارشيا ،اثريا الروس فى المصارف الأوروبية ٠٠٠تعذر عليهم مقابلة تكاليف ادارة الفلل الخاصة بهم في الريفيرا الفرنسية ٠٠٠حرمان روسيا من المشاركة في المنافسات الرياضية منتخبا و اندية خاصة حرمان روسيا من المشاركة في بطولة كأس العالم المقبلة، تجميد عضويته فى اتحادات الفيفا و الاتحاد الأوروبي لكرة القدم و الجودو و الكرة الطائرة العالمية، كل ذلك لحين اشعار آخر ٠٠٠عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ان عطلت موسكو بالفييتو قرار مجلس الأمن الدولي، عقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان و انسحاب الوفود الغربية من قاعة المجلس فى دورته العادية عند مخاطبة وزير الخارجية الروسي لأعضاء المجلس، عقد جلسة خاصة للبرلمان الأوروبي خاطبها افتراضيا كل من رئيس أوكرانيا و رئيس البرلمان الأوكراني٠البرلمان الفرنسي و البرلمان الألماني ٠و قد كان القاسم المشترك في كل هذه المحافل الدولية الاعجاب و الإشادة بصمود الشعب و شجاعة الرئيس الأوكراني ٠٠٠تدخل دول محايدة لاول مرة فى نزاع عسكرى بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا على رأسها فنلندا، سويسرا و السويد٠٠٠مقاطعة الفنانين و الوسط الفنى فى الدول الغربية ٠٠٠مطالبة المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية بإجراء تحقيق فى ارتكاب روسيا فى غزوها لأوكرانيا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ٠٠٠لكن روسيا بالطبع محصنة تماما امام اى مساءلة جنائية دولية اذ انها ليست طرفا في ميثاق روما ٠٠و سوف تعترض بالفيتو اى قرار يصدر من مجلس الأمن بإحالة حالتها الى المحكمة الجنائية الدولية مثلما عمل المجلس فى حالة دارفور و لم تعترض اى دولة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على القرار ١٩٥٣ لعام ٢٠٠٥ و الذي احال السودان الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ٠٠بما فيها الصين و روسيا ٠٠و هذا ما يقدح فى العدالة الدولية و تسييسها باقحام مجلس الأمن الدولي فى بنودها خاصة البند ١٦ الذى تحال بموجبه الدول غير الاطراف في ميثاق روما الى المحكمة الجنائية الدولية عن طريق مجلس الامن و هنا يبدو عوار الازدواجية و الكيل بمكيالين احدى اهم عيوب النظام الدولي ٠٠٠اذ لا يمكن مثلا لأمريكا او حلفائها٠٠٠ خاصة إسرائيل٠ ٠٠اخضاعها لاختصاص محكمة الجنايات الدولية ٠٠على كل جعل الغزو الروسى العالم يحبس انفاسهه، بسبب حرب و نزاع الاول من نوعه في أوربا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ٠ ٠٠و كما فعلت صدمة البترول في السبعينيات فان دول العالم الثالث سوف تدفع ايضا فاتورة هذه الازمة المفتوحة على كل الإحتمالات٠٠٠٠