رسالة الي شيوخ الوطن
مبارك الكودة
أرسلتُ رسالةً للشباب بالأمس أدعوهم لتجاوز التظاهرات التي اعتادوها ولتكرارها ملّها المواطن ، واصبح ضررها اكبر من نفعها ، ونصحتهم أن يجددوا في فاعلياتهم التي يتوسلون بها للتغيير الاجتماعي السياسي ، وان كانوا يتخذون من المليونيات موعظة للحكومة فقد كان الرسول ( ص ) يختار زمان ومكان الموعظة بعناية فائقة مخافةَ السّآمة علي صحابته ولنا في رسول الله أسوة حسنة ٠
رسالتي هذه للعجائز وهم بلا شك شريحة هامّة جداً في عملية التغيير الاجتماعي السياسي ، بل هم ايضاً رأسُ رمحٍ لذات الرمح الذي يحمله الشباب للتغير ، وهم بلا شك أهل التجربة في تعبيد مسار الثورة !! والما عندو كبير يشوف ليه كبير ، فقوة الحكمة والرأي السديد يحتاجها من يحمل القوة المادية للتغيير !! ومخطئ من ظن ان الشيوخ قد انتهي دورهم ، فهذا بالطبع رأي يخالف الحكمة من التدرج في العمر ويخالف أيضاً الحكمة من تواصل الاجيال ، فلن تحقق المسيرة الانسانية دورها دون تكامل هذه الادوار ، ولكل حالة عمرية وظيفتها !! فعندما انتقل المصطفى ( ص ) الي الرفيق الاعلي لم يكن الصحابي اسامة بن زيد والذي ولاَّه النبي على صغر سنِّه علي قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو الروم في الشام وفي الجُند من هم في قامة عمر بن الخطاب !! لم يكن اسامة هذا القائد الفذ واحداً من أهل الحل والعقد في سقيفة بني ساعدة المكان الذي اجتمع فيه الصحابة بعد وفاة النبي مباشرةً للتشاور لاختيار أميراً للمسلمين، وقد انتهي ذلك اليوم ببيعة ابي بكر الصديق خليفةً لرسول الله ، وحينها لم يكن اسامة بن زيد حاضراً في هذا الاجتماع بل ربما لم يخطر علي بال أحد من المسلمين فلكلٍ مكانه ودوره ٠
للأسف الشديد كثير من ( العجائز ) اليوم بدلاً من ان يلعبوا دورهم المنوط بهم لمصلحة الوطن ( وانا احدهم ) ادمنوا الواتساب واصبحوا يقضون فيه الساعات الطوال يحاجون بعضهم بعضاً يرغون ويزبدون بالساقط والتافه من القول ويحسبون انهم يحسنون صنعاً !! اعتقد أننا في حاجة لمن يقول لنا أعقلوا !! كما يبدو لي اننا في حاجة لعقد مؤتمر قومي تشخيصي للحالة السودانية بعنوان ( نحن منو !! وعاوزين شنو !! ) وربنا يوفق ٠
مبارك الكوده