
من أكبر التحديات التي تواجه العديد من الدول العربية هو الفقر، والعراق ليس نشاذا من هذه الدول، فالفقر يؤثر بشكل مباشر على الحياة الاجتماعية بكل مناحيها سواء اقتصادية_اجتماعية_تعليمية _صحية أو المرأة والطفل وهم الفئات الأكثر تاثراً واكثر ضعفاً.
بالرغم من غنى العراق بموارده الطبيعية وعلى رأسها النفط بالطبع، الا ان نسبة الفقر في حالة تصاعد مستمر ، نتيجة للفساد المتغلغل في الخدمة المدنية _سوء الادارة والصراعات السياسية والأمنية.
يتناول هذا التقرير الآثار السلبية للفقر على الحقوق المختلفة في العراق، مع التركيز على التعليم ، الصحة، الامن الغذائي، مستوى الدخل، وضع النساء، والتحديات التي يواجهها العراق في الحد من آثار الفقر والعيش الكريم.
نقدم في نهاية التقرير بعض التوصيات لتحسين الوضع الحقوقي للسكان والفئات المستهدفة
أولاً: تأثير الفقر على التعليم:
يشكل الفقر عائقاً كبيراً أمام حصول الطفل العراقي على التعليم، حيث تضطر الاسر إلى إخراج أطفالها من المدارس لكي يعملوا للمساعدة في لقمة العيش . في بعض المناطق الفقيرة تتأثر المدارس بعدم وجود جو ملائم للدراسة ولاتوجد كوادر مؤهلة للتدريس مما يفاقم من الازمة.
ثانياً: تأثير الفقر على انعدام الأمن الغذائي:
يؤدي الفقر إلى عدم قدرة الأسر على توفير الغذاء الكافي، مما يتسبب في انتشار سوء التغذية والأمراض المرتبطة بها. كما أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية يزيد من معاناة الفقراء ومدى حصولهم على مستلزماتهم المعيشية اليومية.
ثالثاً: تأثير الفقر على الخدمات الصحية:
الفقر سبب اساسى في أمراض سوء التغذية والجوع وتفاقم الاوضاع الصحية حيث يحد، ايضاً من القدرة على الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، يفتقر العديد من الفقراء إلى التأمين الصحي ويعجزون عن تحمل تكاليف العلاج وشراء العقاقير الطبية التي قد يرتفع سعرها مقارنة بالوضع المادي للأفراد والأسر.
. كما أن ضعف المرافق الصحية في المناطق الفقيرة يزيد من صعوبة الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.
رابعاً : تأثير الفقر على مستوى الدخل:
يؤدي الفقر إلى انتشار الجوع وسوء التغذية، مما يؤثر سلباً على صحة الأفراد وقدرتهم على العمل والإنتاج.
فانخفاض مستوى الدخل يزيد من حدة الفقر ويحول دون تمكن الأفراد من تلبية احتياجاتهم الأساسية.
خامساً : تأثير الفقر على أوضاع النساء :
في الكثير من دول العالم الثالث والدول الفقيرة، تعتبر النساء أكثر الفئات معاناة من الفقر وتوابعه، حيث تتضاعف معاناتها ، وتتعرض للكثير من الأضرار والتمييز والعنف وتضطر إلى القيام بأعمال شاقة تتعارض وطبيعتها في ظروف قاسية وتحرم
اضافة الى ذلك من الحصول على عمل لائق. وتحرم من التعليم والرعاية الصحية سواء في أوضاعها العادية او في حالات الحمل والولادة والرضاعة وغيرها.
*التوصيات:
أولاً: مكافحة الفقر :
* وضع برامج استراتيجية شاملة لمكافحة الفقر، تركز على توفير فرص العمل، وتحسين مستوى الدخل، وتوفير الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة.
* معالجة اوضاع الفئات الأكثر تضرراً من الفقر، كالنساء والأطفال.
* وضع ميزانيات لتوفير احتياجات الاسر الفقيرة لمواجهة التحديات اليومية الملحة.
* تطوير التعليم :
النظر بعين الاعتبار للمدارس في الأحياء الفقيرة وتأهيل المعلمين وتحفيزهم للقيام بأدوارهم كما ينبغي. ادخال برامج التعليم عن بعد.
*متابعة أطفال الأسر الفقيرة وتحفيزهم واسرهم لتعليم أطفالهم مجاني بدون رسوم تثقل كاهل الاسرة وتجعل التعليم خياراً متاحاً . وتوفير المنح في التعليم العالي.
* توفير الأمن الغذائي:
لابد ان تدعم الدولة والمنظمات المهتمة الانتاج بجميع أوجهه خاصة الزراعي لتوفير المواد الغذائية الأساسية لتكون في متناول الايدي.
*مساعدة الأسر الفقيرة في الحصول على الغذاء سواء بالدعم المادي او العيني. وادخال مشاريع للأسر الفقيرة والاسر المنتجة وتمويلها من خلال البنوك لمكافحة الفقر.
*المساعدة في المجال الصحي وتطوير خدماته .
* توسيع نطاق التأمين الصحي ليشمل جميع المواطنين، خاصة الفقراء.
* تطوير المرافق الصحية في المناطق الفقيرة وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة.
* تدريب وتأهيل الكوادر الصحية لتقديم خدمات صحية جيدة.
* تمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً وتقنياً.
* مكافحة التمييز والعنف ضد المرأة.
* توفير فرص التعليم والتدريب للمرأة.
* توفير فرص عمل لائقة للمرأة.
* دعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية.
بما ان الفقر اصبح مستفحلا في العراق فلابد من تكاتف جهود الحكومة والمجتمع الدولي والمجتمع المدني
لمحاربته والاخذ بيد المواطن للعبور والعيش في حياة كريمة تليق به. ولابد من وضع استراتيجيات جيدة وفعالة لتجاوزه ومعالجة جذوره ليعيش المواطن حياة كريمة يسودها العدل والمساواة والسلام.




