الخرطوم :جزيرة برس

رحل عنا فجر الجمعة الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي وترك وراءه كما من الحزن والأسي سكبه احبابه وعشاقه بين هذه السطور :

لقد رحل عبد الكريم الكابلي بعد أن أنجز مشروعا فنيا ثقافيا ضخما يتمثل فيما ما قدم من موسيقى وأشعار وألحان وأداء وأفكار. في قوالب إبداعية راقية لقد أثرى الفكر والوجدان لأجيال سودانية متعاقبة ..و أسهم اسهاما وافرا في توجيه الهوية السودانية المعاصرة.. كتب الكابلي اسمه بأحرف بارزة في دفترة بناة السودان الحديث فارتقى إلى ربه محمولا بمحبة وتقدير الكثيرين فاللهم أكرم نزله وتوله برحمتك واسكنه الفردوس الأعلى واجعل البركة في عقبه

عبد اللطيف البوني
اللعوتة ٤
الجمعة ٣ديسمبر ٢٠٢١

#################

انطفأت الشمعة التي (ضوت للقلوب الفي السهر مجتمعة)
ودارت الأيام السودانية شحيحةً بالأعراس كثيفةً بالمآتم، ومن بين تصاريفها رحل كابلي دون وداع ودون إذنٍ بالانصراف، غابت سيماء رسمهِ وبقيت سماةُ حرفهِ لتبقى ابتدارات الأحرف في الاسم الوضئ مدخلاً لعالمه العبقري الفياض.
(فكاف البداية) هي صداقة الأرواح والأفكار والأشعار مع صديق مدثر وأمدرمان:
(كان) بالأمس لقاء عابرا
كان وهما كان رمزا عبقريا
كان لولا أنني ابصرته
وتبينت ارتعاشا في يديا
بعض أحلامي التي انسجها
في خيالي واناجيها مليا
وكانت (ألفه) شعاراً لجسارةِ المناضلات الجزائريات وبطولة العواصم وهي ترنو صوت حق تقرير المصير والاستقلال في قصيدة البحريني علي شريحة:
(أغلى) من لؤلؤة بضة
صيدت من شط البحرين
لحن يروى مصرع فضة
ذات العينين الطيبتين
كتراب الحقل كحفنة ماء
كعناق صديقين عزيزين
كملابس جندى مجروح
مطعون بين الكتفين
ذات الخطوات الموزونة
كصدى الأجراس المحزونة
كلهاة الطفل بقلب سرير
لم تبلغ سن العشرين
واختارت جيش التحرير
وكانت ( باؤه) استدعاءً لرفيع الأدب العربي برائعة أبي فراس:
(بدوتُ) وأهلي حاضرونَ لأنني
أرى أنَّ داراً لستِ من أهلها قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ وإنّهُمْ
وإيايَ لولا حبكِ الماءُ والخمرُ
تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهيَ عَليمَةٌ
وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ
فَقُلتُ كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى
قَتيلُكِ قالَت أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ
فكانت عصي الدمع والكابلي وأم كلثوم في زيارتها عام ١٩٦٧ دعما للمجهود الحربي حين كانت الخرطوم يومها تنصح وتمنح.
وكانت (لامه) أنشودة المجذوب المباركة في إحياء مولد المصطفى سيد الرجال والرسل وبشارة هداية الدنيا:
(ليلة) المولد يا سر الليالي والجمالِ
وربيعاً فتن الأنفس بالسحر الحلال
موطني المسلم في ظلك مشبوب الخيال
أيكون الخير في الشر انطوى
والقوى خرجت من ذرة
هي حبلى بالعدم؟
أتراها تقتل الحرب وتنجو بالسلم؟
ويكون الضعف كالقوة حقا وذماما
سوف ترعاه الامم
وتعود الأرض حبا وابتساما
ربِّ في موطني المسلم قد عدنا إليكا
ما اعتمدنا ربنا إلا عليكا
وذكرنا الهادي المختار ذكرى
ملأت أرواحنا طُهراً وصبرا
صل ياربّ عليه
وتجاوز عن ذنوبي واغفرِ
وأعني بمتابٍ أكبرِ
فزماني ولعٌ بالمنكرِ
وكانت (ياؤه):
(يا) صحابي صانعي المجد لشعبي
يا شموعا ضؤها الأخضر قلبي
يا صحابي وعلى وهران يمشي أصدقائي
والقنال الحر يجري في دمائي
وأنا في قلب افريقيا فدائي
وهنا وقف عبد الناصر مصفقاً لدقائق مثمرات بالخرطوم وكريم يردد:
مصر يا أخت بلادي يا شقيقة
يا رياضا عذبة النبع وريقة
وإني أعترفُ بأنني على سعةِ ما قرأتُ في أخبارِ الأدباء والظرفاء والمغنين لم أجد مغنياً عربياً منذ زرياب والموصلي ودرويش والخليل وثوما وعبد الوهاب وحليم وفيروز ووديع أكثر حزقاً وتعدداً وإحاطةً وثقافةً وإبداعاً من عبد الكريم عبد العزيز الكابلي باختصار الكابلي الشاعر والملحن والمغني والباحث والمثقف والمترجم والمؤرخ ورجل المجتمع وعطر المنابر والمنتديات لم يكن أحد المطربين العرب الكبار بل كان بنظرية الحب الكبير أميرُ الفنانين وسلطان العاشقين.

حسين خوجلي

#################

جل المصاب
وعز الخطاب
رحل كابلي
ايقونة الغناء السوداني
صعقنا نبأ رحيله المر
إذ كان نسيج وحده في جيله بل كان لحمة هذا الجيل وسدته..دفاق الفهم..فياض العلم… مدهش الحضور ..
كان قوة مركز وليس مركز قوة لب النواة التي تدور حولها البقية …
رقم لاتخطئه العين…
تقف كل حروف الابحظيه
عاجزة عن ايفاء قدراته..
وابداعاته التي تسلل من خلالها إلى وجدان كل الناس …
رحمه الله وأكرم نزله..
والتعازي موصوله لكل الشعب السوداني…

الشاعر تاج السر ابو العايلة

################

قال محمد عثمان الحلاج فى تقديمه للفنان عبد الكريم الكابلى فى النادى القبطي بالأبيض الآتى والذى فاجأ الجميع بمن فيهم عبد الكريم الكابلى، وهذا نصه؛
جاء في الموسوعة التيموريه أن نبى الله داؤود عليه السلام كان يذهب إلى صحراء بيت المقدس مرة في الأسبوع وكان يقرأ الزبور بالقراءة الرخيمه أكرر بالقراءة الرخيمه، ،فينطرب الخلق، وكانت له جاريتان موصوفتان بالقوة والشده كانتا تشدان من أزره خيفة أن تنخلع اوصاله إنه نبي المزامير الفنان، وينسرب الفن عبر الحقب والازمنه فينسكب اليوم واللحظه نافورة ميدان عام، فيضوع إله الفن المغني المرجحني فلة مزدانة معصفرة، وحلة معطارة معنبرة ، وغنوة مذابة مسكره، فيدوزن الجوارح فتسمو الجوارح وتأتلق المسارح، انه أوقيانوس الإبداع واوقيانوس القيم التراثيه دوباي الفرح الموشى ودنقر العطاء المندي، السمندلي الالمعي، الوهيج البهيج الفنان الأنسان عبد الكريم الكابلي، فليتقدم وينصدل هذه الأمسية الندية ويبعث الدفء فى مآقينا، عبد الكريم تعال وأشار له بيده، وجاء راكضآ الفنان عبد الكريم الكابلى من عظمة هذه الكلمة التى ألقاها محمد عثمان الحلاج فى مدينة الأبيض عام ١٩٨٤،
رحمه الله الفنان والدكتور عبد الكريم الكابلى رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، نعزى كل الشعب السودانى على الفقد الجلل لقامة فى تاريخ السودان وإنا لله وإنا اليه راجعون.

################

يشهد الله ان حزننا علي فقد الكابلي الانسان لا يدانيه حزن
فالكابلي انسان رائع بكل ما تحمل
الكلمة من معان فقد كان صادقا
نبيلا جميلا عطوفا طيبا ودودا
مخلصا ،، كان واحة في صحراء
الحياة وجنة وارفة الظلال ومنبعا
للحب والفرح والتفاؤل ،، الكابلي
كان كريما وشهما وشجاعا ،،، كان
آسرا برقته فياضا بكرمه مبدعا
ابداعا بلا حدود ..ملك القوافي
وسيد الالحان والانغام وامير الطرب
دون منازع ملأ حياتنا غناءا جميلا
من مروي الي كسلا الي آسيا وأفريقيا ومن ضنين الوعد الي
حسنك فاح مشاعر وليلة المولد
واوبريت السودان الخ.. كل الغناء
الجميل الذي عطر به كابلي
سماوات حياتنا…كابلي انسان
لا يتكرر..

السفير علي يوسف

###############

أنعي للشعب السوداني وطنيا مثقفا وسودانيا اعطى للوطن جهده وثقافته ومعرفته وقدمه للعالم بكل جمال الفنان :
الموسيقارعبد الكريم الكابلي
ولا ننسى كل أغنياته الوطنية الداعمة للوطن والشعب والنضال والوحدة والتماسك والتراث وتمثل ذلك في أوبريت الشريف زين العابدين الهندي الذي قدمه بجميل اللحن والأداء كلوحة وطنية باذخة.
‏اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة .

‏وإنَّا لله وإنا إلية راجعون

الشريف صديق الهندي

################

المرحوم الأستاذ د٠الكابلى و كريمته الطبيبة اول من صلى داخل مطار جنيف ٠٠٠زار الاستاذ الراحل سفير الفن السوداني جنيف فى زيارة سياحية برففة اسرته٠٠٠و قد احسنت الجالية السودانية بسويسرا وفادته و لم يبخل عليها بالحانه الشجية و اغنياته الخالدة٠٠و لعل الأستاذ الكابلى عليه الرحمة والمغفرة ٠٠شخص لا تملك الا ان تحبه٠٠٠واسع الثقافة غزير المعرفة بالتراث السودانى٠٠٠يحاضر عن تاريخ و تراث الوطن بانجليزية شكسبيرية و بلغة لسان عربى فصيح٠٠٠غنى اشعارا بالفصحى للعقاد و ابى فراس الحمدانى كما غنى للخليل و اغنيات تراث شعبى كما غنى للوطن ٠٠٠الاستاذ الكابلى.. عليه الرحمة والمغفرة ٠٠لو اكتفى فقط برائعتيه المولد لود المجذوب و اسيا و افريقيا ٠٠لكفاه٠٠٠فى نهاية زيارته لجنيف و نحن نودعه داخل مطار جنيف٠٠٠طلبت منا كريمته ان ندلها على القبلة و هى تصر على اداء صلاة الظهر داخل المطار٠٠و لا اظن ان سبقها احد من العالمين٠٠و اخرجت المصلاية من حقيبة اليد و ادت الصلاة وسط اعجاب و دهشة الجميع ٠٠الامر الذى يشئ بان الاستاذ قد ادب عياله و احسن تاديبه٠٠٠و لا غرو فهو رجل خلوق رزين متواضع جميل الهندام ٠٠٠فخر لوطنه كفى و ما استبقى من تبشير لتاريخه و موروثه الثقافى دون ان يتلوث بداء ساس يسوس٠٠٠تقبله الله قبولا حسنا و جعل الجنة مثواه و البركة في الذرية و الهم عموم الأسرة و الاهل و عارفى فضله الصبر والسلوان و حسن العزاء ٠٠و لا حول ولا قوة الا بالله ٠انا لله وانا اليه راجعون

السفير الصادق المقلي

################$#
يعد الراحل المقيم فنان الشعب الاستاذ عبدالكريم الكابلي واحدا من ابرز رموز الزمن الجميل في بلادنا اذ لم يكن الكابلي مغنيا فقط الهب مشاعر شعبنا وامتتا ” قم صلاح الدين واشهد بعثنا .. الخ ” ولكنه كان مثقفا شاملا ووطنيا لايشق له غبار وانسانا جميلا..بسيطا وسمحا .. كان الفنان الكابلي عليه الرحمة والمغفرة..وعاء الحياة كلها اذ استوعب الحياة كله اناء .. فرحل وبلاده — بكل اسف — تعيش في مفترق طرق .. رد الله غربتنا .
فاللهم تقبل حبيبنا وصديقنا ورمز عزتنا الفنان الشاعر الإنسان والموسيقار المتميز
الاستاذ عبدالكريم الكابلي قبولا حسنا وانزله في الفردوس الاعلي مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
لا حول ولاقوة الا بالله ” انا لله وانا اليه راجعون “
-صدق الله العظيم-

-د.الباقر احمد عبدالله-

2021/12/3

##########

رحيل ” ضفاير النيل “

في حضرة من أهوى :

عبدالكريم عبدالعزيز الكابلي…

إضاءة ونماذج في حياة الراحل ..

عندما يلتقي المطرب و الشاعر والموسيقي الملحن في باحة الإنسان الفنان ..

إلتقت في إلفة وتناغم لدى كابلي الإبداع والدهشة ..

كابلي التميز مدرسة إنتقاء المفردة ” السهل الممتنع ” ..

مدرسة الأداء التطريبي واللحن الشفيف ..

قالوا عنه :

إنه فنان المثقفين ..
!

كلا فهو فنان كل الطبقات الكادحة في هذه الحياة ..

غنى لأبي فراس الحمداني
“أراك عصي الدمع”

فكان ذلك الأداء الرفيع …

كابلي أيقونة خالدة وأسطورة فنية راقية ..

غنى للمتنبي وليزيد بن معاوية و للمهندس علي محمود طه
غنى للشاعر البحريني علي شريحة

غنى للأيب والشاعر الكبير عباس محمود العقاد

وللشاعر الكبير أحمد شوقي

كتب اغنية ” يا زاهية ” لحنها وأهداها للراحل عبدالعزيز محمد داوود وأيضا كتب “مرسال الشوق ” ووهبها لعركي وأيضا أغنية ” بريدك والريدة ظاهرة في عينيا ” التي أداها كمال ترباس ..

ومن الأعمال التي كتبها لنفسه
” شمعة “
وكتب ” سكر سكر ” و “زمان الناس ” ..

و” زيد في صدودك”

و” حبك الناس ” ..

كابلي له باع طويل في البحث والتنقيب عن أغاني التراث فقد
أدى وأجاد ..

الحديث عن الراحل كابلي لا تحده حدود ..
فنان صاحب عطاء إنساني ثر ..

نسأل الله له الرحمة والمغفرة والقبول الحسن ..

سيف الدولة بريقع

###########

الكابلي ،،،ان سالتموني عنه…لقلت أي كابلي اقول…الغناي..ولا الحكاي…ولا دردار الفكر والتراث..لي محجة الثقافه..
الكابلي انسان مدهش اذا تمعنته..لأنه..فعل السهل العجيب..دلف غواص في بطون و.سكك التراث..وأخرج منها مكنون الدر الثقافي..فصار اكثر دراويش الثقافه السودانيه..عشقآ وتعمقآ..فعل هذه المعادلة المعقدة..ببساطة العلماء..فاستساغه العامة قبل المثقفين…ولهذا كان غير ..صاحب فكر ثقافي عالي و فتان..
الكابلي حقق..تعريف الثقافه..الشاق..
وهو..مزج المعرفه..بالاضافه..الانسان الملئ بالمعرفه..ولا يستطيع الاضافه..يصبح مثل ثلاجة الأطعمه..حافظ للمعارف..عند درجة حرارتها..التاريخيه..
لكنها تظل نفس الاطعمه..بنفس المذاق….لكن المثقف يستطيع أن يصنع منها الوجبات المتنوعه..والشهية..والتي تناسب كل ذوق..
ولذلك أحبه المثقفون..والمتعلمون…والنساء والشباب.. الكهول الذين..عاصروا..بداياته..
أليس غريبآ أن يبدأ فنان..اعماله..بسياسه..ليتغني للامجاد والنهضه في العالم الثالث..
ويشدو في نفس الوقت..بعاطفة الحبيب المعتذر..ويصدح لحظتئذ..للمرأة والشباب..يالها من بداية قوية…قوة العظماء غير الهيابين..
كابلي غني بالفصحي..وغني بالعامية..وباللهجات..وبالانجليزية..والخليجية.وغني مع الحياري. يا كمال جيناك..
كابلي فنان وعالم وباحث..وغناي..وشليق يغني عيون الشعر العربي بأمثال ابي فراس الحمداني..
اراك عصي الدمع وأمام ام كلثوم..التي تغنت بها قبله..
واشهد الله اني شاهدتها وهي تتابعه باندماج واعجاب لا يخلو من اندهاش..وشفتها والكاميرا تتابعها وهي تبلع ريقها..
طبعا نحن بارعين في مسح تاريخنا..
فتم مسح ليالي ام كلثوم بالخرطوم..مسحت معها هذه المشاهد الفخيمه..للعظماء..وهم يتبادلون المشاعر والخلجات..دون لغة مباشره..
مسحت ..كما مسح غناء الكاشف..وتسجيلات عظيمه..كنهائي افريقيا..الذي لعبناه في الخرطوم ضد غانا وفزنا به…وهو انجازنا الكروي الوحيد…
مسكينة الاجيال..إلا نحكي ليها..وبس..
نعود…لشيخ الطريقة..الكابلي ..
ومهما كتبت..لن استطيع..ان اسجل صفحة من كتابه..الضخم الذي تركه لنا..
وتظل اجابتي..كما هي ..لصاحبة السؤال..التي طالبتني بالكتابة عن هذا الشخص الضخم الفخم…صاحب العوالم..اللامتناهية..
تريدني..
أن اكتب عن ياتو كابلي..؟

عاصم حسن نجيلة