المشاورات فى غياب القوى السياسية و الثورية و المدنية المؤمنة بأهداف الثورة سيكون شبيها بحوار الوثبة ٠٠
١ ليس هناك خلاف حول ولاية اليونيتامس فى السودان ٠٠٠نعم من اهم مهامها و هو هدف يحمل مسمى البعثة نفسها٠٠٠٠دعم التحول الديمقراطي في السودان ٠٠٠بموجب قرار صادر من مجلس الأمن ٢٤٢٥.ليس هذا وحده، بل عندما استشعرت الامم و اكيد المجتمع الدولي مخاطر انسداد الأفق السياسي و عرقلة مسار التحول الديمقراطي خاصة بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر ٠٠اصدرت قرارا ثانيا هو القرار ٢٥٩٤ و الذى فوضت فيه اليونيتامس بتسهيل facilitation حوار سوداني سوداني بين فرقاء الازمة في السودان ٠٠و لم تكن هناك اى مبادرة بالمعنى المعروف و لا تصور للحل و لا إملاءات خارجية او تدخل أجنبي، كما يشيع بعض المغرضين الذين يعملون على شيطنة البعثة، بل وصل بعضهم الى درجة طردها٠٠و هو جهل مدقع بالقانون الدولي ٠٠٠و لانهم اصلا لا يريدون لهذا الماء، العكر الذى يشوب المشهد السياسي ان يصفو و بالتالى لو حلت الازمة. لا يجدون ماءا عكرا يخوضون فيه كما يفعلون الآن٠٠و لعل ذاكرة من ينادون بطرد البعثة الأممية ذاكرة سمكية ٠٠فالامم المتحدة دخلت السودان في عهد الإنقاذ البائد مرتين و تحت الفصل السابع الاذعانى الذى تدخل البعثات بموجبه الدول دون استئذان ٠٠بخلاف اليونيتامس التى قدمت الى السودان تحت الفصل السادس و بطلب من حكومة حمدوك التى يعترف بها المجتمع الدولي ٠٠المرة الأولى كانت اليونمايس، قبل انفصال الجنوب و المرة الثانية فى دارفور، ناهيك عم بعثة حفظ السلام و التى ما برحت حاضرة في أبيى و ايضا ترجع لنظام الإنقاذ ٠٠و قد لاذ الذين يشيطنون حالياً باليونيتامس بصمت القبور ٠٠لم نسمع احدا منهم يطالب بطرد هذه البعثات ٠٠و لكى نستطرد قليلا ٠٠ الدولة لها الحق في طرد اى مبعوث دبلوماسي ٠دون ان يكن هناك تهديد بطرده كما حدث ٠٠بل اعلانه شخصا غير مرغوب فيه ان رأت السلطات انه يمارس اعمالا خارج نطاق ولايته ٠٠ incompatible with his mandate. و حتى دون إبداء اى أسباب او مبررات لطرده٠٠٠٠٠و يمكن للجهة المرسلة استبداله ٠٠و لكن بما ان الدولة عضو فى الامم المتحدة، لا يحق طرد البعثة الأممية ٠و لذلك لا خلاف حول ولاية البعث الاممية٠٠٠٠٠٠و ان تسهيلها للحوار الوطني و احداث توافق سياسي ياتى فى سياق مهمتها الأساسية المنصوص عليها في قرارى مجلس الامن، ألا و هى دعم التحول الديمقراطي في ٠٠
و لعل الذين ينتظرون ان يصدر العسكر من جانب واحد فرمانا بذلك سيطول انتظارهم ٠٠٠فكيفى يتم أسقاط الانقلاب، او انجاح المشاورات تحت رعاية اليونيتامس فى ظل وجود تباين في وجهات النظر حول المشاركة في الجولة الثانية للمشاورات بين مختلف القوى السياسية ٠٠٠و لعل هذا الخلاف هو الذى دفع الآلية الثلاثية بتأجيلها و و تغيير مسارها كما صرحت بذلك ٠٠٠٠علما بان الجولة الأولى شملت المكون العسكري ٠٠و مبلغ علمى لن يتم استثناؤه من المقبل من المشاورات، خاصة و ان المكون العسكري كون لجنه برئاسة عقار تمثله فى المشاورات الجارية على صعيد المشهد السياسي
ليس هناك خلاف فى ان الحوار هو الوسيلة المثلى لحل الازمة، كما ان ليس خلاف فى ان جل المبادرات المطروحة على الساحة بما فيها مبادرة الجبهة الثورية و خلاصة المؤتمر الصحفي للالية الثلاثية ٠٠و حتى ميثاق رجال المقاومة و المهنيين تتضمن نفس او غالب محاور خارطة الطريق التي دفع بها حزب الامة القومي
و الحال هكذا ٠٠يجب ان لا تكن المشاركة فقط من أجل المشاركة و بدون ضمانات لمخرجات لها تحقق في نهاية المطاف ٠٠ الهدف المنشود ٠٠٠انهاء،الانقلاب و استعادة مسار التحول الديمقراطي ٠٠٠و لا اعتقدبجدوى مشاركة لا تحمل فى طياتها العوامل المفصلية التالية الضامنة لتحقيق الهدف المشترك و المجمع عليه لدى كل قوى الثورة الحية و القوى السياسية و المدنية المؤمنة بأهداف الثورة ٠٠٠٠٠
أ تشكيل جبهة عريضة موحدة تضم كل القوى السياسية و الثورية و المدنية التى تهدف إلى إسقاط الانقلاب ٠٠
ب تحديد و تسمية المشاركين في المشاورات ٠٠بحيث لا تشمل مكونات سياسية كانت شريكة في نظام الإنقاذ البائد دون اى استثناء
ج لا بد من٠٠٠٠ توفير ضمانات ٠٠ان هذه المشاورات لا تفضى الى شرعنة الانقلاب ٠٠٠و الى الافلات من العقوبة فى حق كل الثوار و المتظاهرين ٠٠
د لا بد من ان تسبق هذه المشاورات ان يفى البرهان بما وعد به ٠٠٠اطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين ٠٠٠رفع حالة الطوارئ و وقف استعمال العنف المفرط و المميت ضد الثوار
اعتقد ان إجراء٠٠٠ الجولة الثانية من المشاورات بين القوى السياسية و الثورية و المدنية تحت رعاية الآلية الثلاثية ٠٠٠سوف لن تكن ذات جدوى فى غياب قوى الثورة الحية و القوى السياسية و المدنية المؤمنة بأهداف الثورة ٠٠٠و مشاركة فقط الحركات المسلحة و جماعة اعتصام القصر و المتماهين مع الانقلاب من فلول النظام البائد و من بعض قيادات الإدارة الاهلية و الطرق الصوفية ٠٠٠و أحزاب الفكة التى شاركت الإنقاذ حتى سقوطها ٠٠٠٠