ثقافة

شتات الماضي..أمير أحمد حمد

ندوة امدرمان الأدبية واحدة من أميز التجمعات الثقافية التي عرفتها امدرمان بل السودان بقيادة الأستاذ عبد الله حامد الأمين. لم تمنعه الإعاقة من قيادة هذه الظاهرة الثقافية ضمت في عضويتها عدد من مثقفي بلادي كانت لهم بصمات واضحة في المسيرة الثقافية والأدبية الفنية ومن رحم هذه الندوة الادبية ولدت أغنيات كبيرة جملت وجدان الشعب السوداني.

وهنا نشير إلى اغنيتين فقط تبعت من سلسبيل هذه الندوة الادبية اغنية” الوداع” المشهورة ب “داوي ناري والتياعي يا حبيب الروح هب لي بضع لحظات سراع” للشاعر المصري إبراهيم ناجي التي اختارها احد اعضاء هذه الندوة للفنان زيدان إبراهيم ليتغنى بها وهو الشاعر والصحافي ابراهيم عوض بشير الذي كتب اغنيتين للكابلي وهما” سلمي” و”يجري مدمعي شعرا انا ابكيك للذكرى” وأغنية “مسرح إلارام’ فكان اختيار اغنية الوداع اختيار موفق وصارت من جميل الأغنيات التي تغنى بها زيدان وهي من ألحان زيدان نفسه.

اما الأغنية الثانية التي ولدت من رحم هذه الندوة اغنية “في محراب النيل” التي لحنها أسطورة النغم عثمان حسين فقد اختارها له عبدالله حامد الأمين وهي من كلمات عبقري الشعر السوداني التجاني يوسف بشير وقد كان لحن هذه الأغنية نقطة تحول كبيرة في حياة عثمان حسين الفنية فكان بها تأليف موسيقى عظيم لم تالفه الأذن السودانية فقذ وجد الاستحسان وفي نفس الوقت وجد استهجان من بعض الكلاسيكيين الذين لم يعجبهم هذا التجديد الموسيقى ولعل على رأسهم الشاعر والمؤلف المسرحي خالدعبدالرحمن ابو الروس الذي كتب مقالا قاسيا هاجم فيه عثمان حسين هجوما كاد عثمان حسين أن يترك بسببه الغناء لولا مقال آخر كتبه الصحفي الشاعر رحمي محمد سليمان مشيدا بلحن” في محراب النيل “وشجعه على هذا التجديد ومنحه اغنية “ودعتك ودعني وفارقتك وفارقني وخلي قلبي في حالو” ،
رحم الله الفنان والالحان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى