الكوارث.. و طريقة علوق الشدة و ترزى الوقفة
ذهاب المسؤولين لتفقد أحوال منكوبى السيول و الفيضانات ليس منة و لا منحة و لا كرم و لا جود.. البرهان و حميتى هما على رأس هذه الدولة و من واجبهم تفقد احوال رعايتهم… كل راعي و كلكم مسؤول عن رعيته… لكن التدخل دائما يأتي بعد خراب سوبا..و بكل أسف كل الحكومات المتعاقبة تتعامل مع هذه الكوارث بطريقة تعامل المواطنين عشية العيد مع ترزى الوقفة… يجب أن يكن دور الحكومة استباقى لتفادى هذه الكوارث قبل حدوثها… TO BE PROACTIVE AND NOT REAACTIVE..
لعل اهم ما ورد في خطاب الفريق أول حميدتي نائب رئيس السيادة فى المنطقة المنكوبة انه تساءل تساءلا مشروعا.. اين ذهبت أموال المسؤلية المجتمعية المتصحلة من تعدين الذهب.. و ننتظر الرد على تساؤل الجنرال.. ليست فقط من وزير الماليه و لكن ايضا من الشركة القومية للتعدين و ايضا حكومة ولاية نهر النيل باعتبارها المسؤول الأول عن رعاية مصالح و هموم المواطنين بالولاية…
هذه الكوارث لا تنحصر ققط في فقدان ألمواطنين فى المنطقة لزرعهم و ضرعهم و مسكنهم… و إنما أخطر من كل ذلك الإثارة الكارثية المترتبة على اختلاط مخلفات التعدين و المواد المشعة و السامة التى تستخدم فى استخلاص خام الذهب.. و يجب على الدولة أن تتعامل على الصعيد المركزي و الولائي… مع هذه الظاهرة بالحسم اللازم حتى لا يفقد المواطنون أرواحهم مثلما فقدوا ممتلكاتهم… حتى و لو أضطرت إلى اللجوء للعون الدولى لدرء اثار هذه الكوارث و إحتواء تداعياتها المضرة بصحبة الإنسان..
و لا ينبغى على السلطة الحالية و اى سلطة اخرى أن تكتفى فقط بالزيارات الميدانية.. و التى يصورها الإعلام الرسمي و بعض الأقلام كأنها إنجاز.. و لكن ينبغي أن تقوم السلطات.. ايضا بالتحقيق في منح المستثمرين فى مجالات الأسمنت و الذهب و الزراعة في المنطقة دون تحسب للآثار الكارثية الصحية منها و البيئية… و من دون تخطيط يسبق قيام هذه المشاريع و التى كانت السبب الرئيس لهذه الكوارث حيث تسببت في إغلاق و عرقلة انسياب مياه المجاري و الخيران و انحرافها نحو المناطق السكنية… التى تحتاج أيضا إلى التدخل الفنى من السلطات المختصة قبل الشروع في إنشائها..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها أمطار خير و بركة و ان يهدى المسؤولين عن العباد.. ان لا نرى العام المقبل ان شاء الله.. طريقة علوق الشدة و ترزى الوقفة…