Uncategorized

ريم حمد ..الهندي وجعفر حسن

استمعت للقاء تلفزيوني اجرته النابهة ريم حمد بين الاخ الصحفي الهندي عز الدين والناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير الاخ جعفر حسن وعموماً كان اللقاء مفيداً وهادئاً استطاعت بنتنا ريم ان تديره بجدارة واحترافية لها مني التحية .

 

سعدت جداً بالروح الجديدة التي ظهر بها الاخ جعفر حسن وهو يحاور الصحفي القامة  الهندي عز الدين فقد كان مختلفاً تماماً عن شخصيته التي اعتدناها في اللقاءات السابقة ، فقد ظل طيلة البرنامج مرتباً هادئاً وقدم نفسه بموضوعية تجعلنا نستبشر خيراً بأن القادم ربما يكون افضل ، والعافية كما يقولون درجات ، إلا اني اردت فقط في هذا المقال ان اتفق مع الاخ الهندي وهو يقول : ان مشكلتنا في السودان ليست مشكلة الدساتير انما مشكلة الساسة المدنيين الذين لا يحترمونها ، ولم يتفق الاخ جعفر معه في هذه الفرضية واحتج بان الدساتير تسقطها الموسسة العسكرية بالانقلابات وليس الساسة المدنيين !! ولقد انسي شيطان السياسة جعفراً التاريخ ، ولذلك لابد من تذكرته : من الذي اخترق دستور حكومة عبد الله خليل وسلم السلطة لعبود في العام ١٩٥٨ هل هي المؤسسة العسكرية ام هي مؤسسة حزب الامة السياسية ؟ و من الذي اخترق دستور حكومة الصادق المهدي وجاء بمايو ١٩٦٥ هل هي المؤسسة العسكرية ام تنظيم الضباط الاحرار العربي البعثي واليساري الشيوعي وخلاياه السرية داخل القوات المسلحة !! ومن جاء بانقلاب الانقاذ هل هي الموسسة العسكرية ام هو تنظيم الجبهة الاسلامية وخلاياها السرية داخل مؤسسة القوات المسلحة !! لابد اخي جعفر من ان نكون امينين مع أنفسنا ولا نظلم القوات المسلحة كمؤسسة هولاء الضباط الانقلابيون لا يمثلون القوات المسلحة انما هم ساسة محترفين وملتزمين لاحزابهم بأكثر من التزامهم بالقوات المسلحة ، وهم قلة ومن بني جلدتنا نحن الساسة ويجب علينا ألّا نحرف الكلم عن مواضعه ومن الامانة ان يُحمد للمؤسسة العسكرية ( كمؤسسة ) انها انحازت للشعب السوداني في ثورة اكتوبر ١٩٦٤ وانحازت كذلك في ابريل ١٩٨٥ كما انحازت في ديسمبر ٢٠١٩ ٠

 

عموماً اللقاء في تقديري كان ممتازاً ، وبقدر كبير كان خطاباً جميلاً للسودانيين ويمكن ان يُساهم الاخرين في تطويره ، ومن باب التذكرة كذلك اخي جعفر انه ليس من حق اي جهة سياسة الحق في تقسيم المواطنين السودانيين الي درجات ولقد استفزني جداً ان اسمع من الاخ جعفر انهم قد قسمونا الي ثلاث في ممارسة الحقوق الوطنية فهنالك من هم درجة اولي ثم من هم في الدرجة الثانية واخيراً من هم في الدرجة الثالثة وبحثت عن نفسي ولم اجدها في الدرجة الاولي وارجو ان اقول للاخ جعفر بأني لن اسمح لاحد مثلي ابن امراة ورجل سوداني مهما كان دوره وعلاقته بقوي الثورة ان ينتقص من حقي الاخلاقي و القانوني ومن سودانويتي مثقال ذرة حتي وان كنت معارضاً للثورة ذاتها ولست من قواها بل ضدها ، ودون ذلك خرت القتاد !! ولذلك دعونا نتجاوز هذا التعالي المستفز ونسوي صف السودانيين وليأخذ القانون مجراه ولقد سرني جداً اتفاقك مع الاخ الهندي في ابعاد السياسة من القانون وبالطبع لن يتحقق ذلك في قناعاتك وفي الواقع إلّا بسحب هذه الفقرة من عقولكم ورؤيتكم ومن اجندة حواركم !

ختاماً لكما مني اخي جعفر والاخ الهندي فقد كان الحوار هادفاً ويمكن ان يكون بداية طيبة لمًا هو قادم ، ولابنتنا ريم تحية وتمنياتي لها بالتوفيق ،والله ولي التوفيق والسداد ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى