Uncategorized

شئ يفوق الوصف

أكاد لا أصدق أنني أعيش في نفس المدينة التي لجأت اليها هربا من حملة محمد الدفتردار على شندي، وسبب هروبي هو أن اسمي يوحي بأنني عباسي ومن ثم جعلي، والجعليون يقولون انهم من البيت الهاشمي، وآل الميرغني والمهدي أيضا من البيت الهاشمي وكذلك ملك المغرب وملك الأردن وآية الله الخميني، والجعافرة في بحر ابيض، والغريبة كلهم مزوغين من أبو لهب وهو عم النبي عليه السلام (واسمه عبد العزى بن عبد المطلب)، ولا يوجد عندنا من يزعم انه حفيد بلال الحبشي او صهيب الرومي او سلمان الفارسي أو زيد بن حارثة، ويحكي صديقي ع م ح عن عم له عاد ذات فجر في خمسينات القرن الماضي الى البركل على ظهر حماره بعد ان شرب حتى الثمالة في قرية بعيدة وفي طريقه الى البيت سمع صوتا عاليا لم يعرف كنهه، ثم اكتشف ان الصائح ابن أخيه فسأله: بتكورك مالك؟ قال له: قاع أأذن، فقال العم: الله يقطع ضهرك كان قطعت ضهر القبيلي.. ألأذان كان فيه فايدي الصحابة كان خلوهو لبلال؟ شاعرنا الراحل علي عبد القيوم كتب عن هذه الواقعة في جريدة الرأي العام للتدليل على اننا نمارس العنصرية حتى بحق صحابة أجلاء، ( حدث ذلك في عصر ما قبل مكبرات الصوت وكان ذلك العم عادة ينام طاشما ولا يسمع الآذان لأن الصوت ضعيف في غياب المايكرفون).

أعود الى موضوعي وهو أن الدوحة صارت منذ أيام مدينة لا تتثاءب، وكيف لها ان تتثاءب وفي كل شبر فيها مهرجان وكرنفال، وسيول بشرية من كل لون وجنس تمشي في الطرقات هاشة باشة، ويحل المساء فتتلألأ الشوارع والساحات، وشفنا قمر بين الأزهار مالو الليل قلبوه نهار.. وفي نحو عشر ساحات ضخمة شاشات عملاقة يجلس أمامها كل مساء زهاء 200 الف شخص (من جماعة قدِّر ظروفك) يتابعون المباريات بلوشي، وهنا وهناك نحو أربعين فرقة فنون شعبية تنثر الفرح والمرح، وتشق الطوفان البشري فيلتقط رادارك كوكتيلا من اللغات التي لا تفهم مفرداتها ولكنك تدرك ان من ينطقون بها فرحون ومرحون، فمونديال 2022 لا يعرف جيوش السكارى والبلطجة الأوربية، فلا أحد يطعن آخر بسكين ولا من بنت تتعرض للتحرش.

على من فاتتهم فرصة الحضور الى الدوحة هذه الأيام الجلوس امام قناة الكأس القطرية غير المشفرة ليروا العجب وليروا كيف بهرت قطر العالم وأوقعت أي دولة تعتزم استضافة المونديال لاحقا في حرج عظيم.. فقد قال الرحمن للأشياء في قطر كوني فكانت نفطا وغازا تولدت عنهما الضياء وأقواس قزح.. تابع المونديال على تلك الشاشة وستصيح: دا شيتن أصلو ما شفنا لا في الصين ولا برلين / دا ما قدر الله جانا عديل .. ومرحبتين حبابو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى