عالمية

رفع العقوبات عن سوريا،سياسة ترامب تعيد التوازن للعلاقات الدولية وتنصف السوريين

بقلم/أحمد حاميش

في عالم تتقاطع فيه الجغرافيا مع المصالح، تحتدم فيه الأزمات السياسية والإنسانية، جاء قرار الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة الرئيس دونالد ترامب، برفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية كخطوة فارقة، تستحق التوقف والقراءة المتأنية، بل والامتنان أيضاً.

لسنوات طويلة، ظل السوريون يرزحون تحت وطأة عقوبات أنهكت الاقتصاد، وضيّقت على الناس في معيشتهم اليومية، من الدواء إلى الغذاء، مروراً بفرص العمل والاستقرار. تلك العقوبات، التي “تستهدف النظام السابق”، كانت في حقيقتها تصيب المواطن في كل تفاصيل حياته ويجب أن تنتهي بزواله.

لكن اليوم، ومع هذا القرار السياسي الجريء، تضع إدارة ترامب حجر الأساس لتحول نوعي في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وتجاه سوريا تحديداً. لا مبالغة في القول إن هذا التحول يمثل أولى بوادر عودة واشنطن إلى تبني الواقعية السياسية، بعيدًا عن سياسات العزل التي أثبتت فشلها.

إن قرار رفع العقوبات لم يكن ليولد في فراغ، بل جاء نتيجة مراجعة استراتيجية عميقة داخل أروقة البيت الأبيض، ومتابعة دقيقة للتحولات الإقليمية، والواقع الميداني، والتداعيات الإنسانية للعقوبات، التي أدرك الرئيس ترامب شخصياً أنها فقدت جدواها الأخلاقية والسياسية.

بل إن ما يميز هذا القرار ليس فقط مضمونه، بل الجهة التي صدر عنها: رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، المعروف بجرأته في اتخاذ قرارات غير تقليدية، وباستعداده لكسر القوالب الجامدة. ولعلّ ما صرّح به مؤخرًا عن الرئيس السوري أحمد الشرع، حين وصفه بـ”رجل دولة يتمتع بالاتزان والبراغماتية، ويسعى لإعادة بناء سوريا”، ليس إلا انعكاسًا لفهم أعمق لضرورة إعادة التواصل مع دمشق.

وهنا لا بد من التذكير بأن ترامب كان، وما يزال، من القادة القلائل في الغرب الذين أدركوا مبكرًا أن استقرار سوريا لا يمكن أن يتحقق من خلال العقوبات ، بل من خلال الانخراط الإيجابي والدبلوماسية النشطة. وهو ما تجلى اليوم في رفع العقوبات كخطوة أولى تمهّد الطريق نحو مستقبل أكثر تعاونًا وشراكة.

التحركات الإقليمية في الفترة الماضية، وخاصة من السعودية، وقطر، وتركيا، كان لها أثر واضح في تهيئة المناخ لهذه الخطوة، لكنها ما كانت لتنجح دون إرادة سياسية أمريكية واضحة عبّر عنها ترامب شخصياً، وعبّدت الطريق لمرحلة جديدة من الانفتاح والتقارب.

إن سوريا اليوم، وهي تخرج ببطء من نفق الحصار،والحرب المدمرة، تستحق فرصة حقيقية لإعادة الإعمار، وعودة المهجرين، وتعزيز الاستقرار. وقرار رفع العقوبات هو إشارة البداية.

ختامًا، نقولها ب

شكراً للرئيس ترامب على اتخاذه قرارًا يعيد الاعتبار لكرامة الشعوب، ويفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية

التاريخ سيسجل أن ترامب، رئيس الولايات المتحدة، هو من اتخذ الخطوة الأهم لكسر جدار القطيعة مع سوريا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى