مقالات

حذار من الشلاقة

بقلم / محمد سعيد شلي

أخرج الرجل العجوز كرسيه أمام داره وأخذ كعادته يمازح المارة ..أثناء تلك الجلسة الهانئة جاءت مجموعة يحمل كل منهم عكازا( مضببا ) فأستنتج الرجل من هيئتهم بأنهم رعاة فقال لهم :

– ياناس هوي.. أنتو عندكم غنم رايحات ؟

فردوا بصوت واحد :

– أي والله عندنا غنم رايحات يا بوي .!!

فقال العجوز مستفسرا :

– يعني زي عشرين غنماية .. وحدات سود ووحدات صفر وحدات بيض ؟؟أ

اجابوا بأنشراح ظاهر:

– ياهن ذاتن غنمنا .. بارك الله فيك يا حاج ..شفتهن وين ؟

أستعدل الرجل فى جلسته وأجاب ببرود مفرط وهو يحك ظهره بالكرسى :

– ماشفتهن..!!

أنتفض الرعاة كشخص ملدوغ وصاحوا فى وجهه وهم يخبطون على الأرض بعكاكيزهم ؟

– قلت شنو ؟؟

أجاب العجوز بصوت عال وكأنه يتحدث مع شخص يعانى من ضعف فى سمعه :

– قلت ماشفتهن ..ماشفتههههن !!

تملك الغضب الرعاة وأحاطوا بالرجل أحاطة السوار بالمعصم وهم يعيدون ” أستجوابه ” بنبرة لاتخلو من التهديد والوعيد :

  1.  كيفن تقول ماشفتهن ؟؟ اللون لون غنمنا والعدد عددن ..كيفن تقول ماشفتهن ..؟؟

أرتفع صراخ الرعاة وتجمع الناس وتطور الأمر ووصلت ” الخناقة ” للمحكمة فقد أتهم الرعاة الرجل بالتستر على ” جريمة أختفاء الغنم ” وكانت ” دفوعات ” الرجل العجوز أنه أستنتج من مظهرهم أنهم رعاة وتوقع وكنوع من ” الفراسة “أنهم يبحثون عن ” بهايم ” مفقودة… وتوقع أيضا أن يكون العدد فى حدود العشرين .. أما عن اللون, فاللون الغالب للغنم الأصفر و الأبيض والأسود .. أقتنعت المحكمة بدفوعاته ..كما اقتنع الرعاة بدورهم أن الصدفة أوقعتهم فى شخص (شليق) ..فحذار اخي القارئ ان( تقع) بدورك فى شخص شليق..فالشلاقة كالحماقة قد أعيت من يداويها !!

زر الذهاب إلى الأعلى