تشهد المنطقة العربية تحديات متعددة وذلك بسبب المتغيرات علي المستويات الإقليمية والدولية مما يفرز صراعات متجددة تتعلق بالهوية والثقافة العربية مما يتطلب العمل بفكر إستراتيجي لإعداد علماء المستقبل بالوطن العربي منوط بهم التزود بالمعرفة العميقة والعلم الراسخ لوضع خارطة تحفظ مكتسبات وموارد المنطقة العربية.
دون شك إن العمل على هذا الأمر يتطلب جهودًا مُتعددة ومستمرة في مختلف المجالات التالية بغية الوصول للغايات، وفى تقديري بأن الاهتمام بمحور التربية والتعليم أولي البوابات لتعزيز التعليم الأساسي والمتوسط في العلوم والرياضيات .
كما أنه لابد من تطوير مناهج تعليمية حديثة تشجع على التفكير النقدي والابتكار، وتوفير فرص للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، دعم البرامج التعليمية للطلاب الموهوبين.
الدفاع عن الحضارات والهوية والولوج في أعماق أمهات العلوم التطبيقية والإنسانية يحتاج بشدة لسبر أغوار البحث العلمي وليس تطوير وامتلاك منظومة وترسانة مسلحة، لذا أري ضرورة إنشاء مراكز أبحاث متقدمة في الجامعات والهيئات البحثية، توفير التمويل للبحوث العلمية والتقنية، تشجيع التعاون البحثي الدولي ، نشر النتائج البحثية في مجلات علمية محكمة.
أمر المضى فى طريق إعداد علماء المستقبل يتطلب رؤية إستراتيجية وفكر ثاقب من خلال الاستفادة من مدهشات التكنولوجيا والابتكار، حيث من الأهمية بما كان إنشاء مكاتب تقنية وابتكار في الجامعات والشركات، دعم الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، تنظيم مسابقات لتحفيز الابتكار والاختراع، توفير فرص للتدريب على التكنولوجيا الحديثة.
مقتضيات علينا النظر فيها عميقاً والتأمل فى كيفية فتح نوافذ الأمل وروح التحفيز من خلال الدعم والمساندة بتوفير منح دراسية للطلاب الموهوبين، ودعم البحث العلمي من خلال المنح والتمويل ، وتشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتوفير فرص للتدريب والاستشارة.
فى تقديري أن التوعية والتحفيز مدُخلاً صحيحاً لتحقيق غايات الأمة العظيمة وعليه نحتاج لتنظيم حملات توعوية حول أهمية العلوم والبحث، وتشجيع الشباب على المشاركة في الفعاليات العلمية، مع تقديم برامج تلفزيونية واذاعية تعليمية، بجانب إنشاء مواقع إلكترونية تعليمية وثقافية..
كما أن أمر إعداد أجيال من علماء العرب يرتكز بشكل رئيس على الاستراتيجيات الوطنية، بوضع خطط استراتيجية وطنية للتعلم والبحث، وإنشاء وزارات أو هيئات متخصصة في العلوم والبحث، فضلاً عن تشجيع الاستثمار في البحث والتنمية، وأهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال البحث.
وكما للحكومات أدوار نجد أن الدور الأكبر والأعظم يجب أن يتحمله المجتمع لكونه أرضية صلبة وقاعدة متينة ينطلق منها أولئك العلماء لذا لابد من تشجيع العائلات على دعم التعليم العلمي، ودعم المدارس والجامعات من قبل المجتمع، وتنظيم فعاليات علمية وثقافية في المجتمع، بجانب تشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة العلمية.
وبالضرورة أن منهجاً مثل هذا يواجه تحديات قد تتمثل فى نقص التمويل، وقلة الكفاءات البشرية، بجانب المنافسة العالمية فى ظل تغييرات تكولوجية متسارعة.
ولكنه بالنظر إلى الجانب المملوء من الكوب نجد فرص متعددة قد أجملها فى الأستفادة من فرص ومنح التعاون الدولي، والوصول إلى التكنولوجيا الحديثة، وفتح فرص الاستثمار في البحث، كما أنه من المهم تعزيز الهوية الثقافية العربية.
الأمة العربية أمة لها من الموروثات والقيم والحضارات ودلالات الهوية ما يجعلها قائدة للعالم من خلال إعداد أجيال من علماء المستقبل واستعادة الفردوس المفقود… وحتما بالتعاون والتكاتف والوحدة والعزيمة قادرين على فعل أكثر من ذلك ….