الإعلام من أكثر المجالات التي تؤثر في تشكيل الوعي المجتمعي وطرح القضايا والأفكار بأسلوب توعوي يركز على الشفافية والمهنية دون تحيز ومحاربة ما يمكن ان يؤثر على المجتمع من قضايا التضليل والشائعات.
المرأة العربية لعبت دورًا مهمًا في الاعلام ، سواء كمقدمة برامج، صحفية، كاتبة، أو حتى في مناصب قيادية. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات اجتماعية_اقتصادية وغيرها تعيق تمكينها بشكل كامل في هذا المجال.
في هذا المقال نحاول تسليط الضوء على واقع المراة الحالي في الاعلام، وكيفية تعزيز دورها اعلاميا، بمعالجة التحديات والعوائق التي تقف حجر عثرة امام دورها، والوسائل المقترحة لذلك.
واقع المرأة العربية في الإعلام:
في السنين الأخيرة خاصة مع بداية الألفينات، تقدمت المراة تقدمًا ملحوظًا في الاعلام ومجالاته المختلفة ،واصبحت تحظى بفرص أكبر للعمل في الصحافة المكتوبة_الإذاعة _التلفزيون، والإعلام الرقمي. وبرزت أسماء نسائية كانت لها مكانتها في المشهد الإعلامي، وأصبحت مؤثرة في الرأي العام حتى في تغطية الحروب. وما تغطيات شيرين ابوعاقلة حتى الاستشهاد ببعيدة عن الاذهان .
رغم ما سقناه من تقدم ظاهر ، الا ان وجود المراة اعلاميا لا زال يواجه بعدة تحديات تتعلق بالتمثيل غير المتكافئ، وعدم وصولها إلى المناصب القيادية بشكل كافٍ، وان كانت بعض الدول شذت عن ذلك ففي السودان مثلا وصلت بعض النساء قبل سنين عديدة لدرجة رئيس تحرير كالأستاذة القامة الصحفية (آمال عباس) رئيس تحرير صحيفة (الرأي الآخر) السياسية والى ادارة القنوات الفضائية والأقسام الإعلامية المختلفة في الصحف والمجلات.
ماهي التحديات التي تواجه المرأة في الإعلام العربي؟:
1/التمثيل غير العادل – ما زال الرجل في بعض الدول يسيطر على المناصب القيادية، بينما تم تنميط المراة في أدوار محددة، مثل تقديم البرامج الاجتماعية _الترفيهية_برامج الاطفال والبرامج التي تختص بقضايا المرأة.
2/ التمييز في الفرص:
رغم كفاءة العديد من النساء، وقد يتفوقن على الرجل في الكثير من المهام التي تؤكل إليهنن، إلا أنهن قد لا يحصلن على الفرص ذاتها التي تُمنح للرجال، سواء من حيث الترقيات أو الوصول إلى مواقع اتخاذ القرار.
3/ التأثير المجتمعي والثقافي:
بعض المجتمعات العربية لا تزال تحد من حرية المرأة في ممارسة العمل بصورة عامة والعمل الاعلامي بصورة خاصة ،
4/ التحرش والضغوط المهنية:
تتعرض النساء العاملات في الإعلام أحيانًا للتنمر، سواء داخل المؤسسات الإعلامية أو أثناء أداء مهامهن الميدانية.
ماهي السبل المقترحة لتمكين المرأة في الإعلام؟:
1/ تكثيف التدريب:
يجب توفير برامج تدريبية متخصصة للنساء في الصحافة والإعلام، تشمل مجالات مثل الصحافة الاستقصائية، والإعلام الرقمي، وإدارة المؤسسات الإعلامية وقد لاحظت في عدد من الدول العديد من المؤسسات التي تهتم بتطوير المراة في مجال الاعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي مجانيا كمؤسسة الغرير في الإمارات العربية.
2/ تشجيع القيادات النسائية:
دعم وجود النساء في المناصب القيادية في المؤسسات الإعلامية، سواء كرئيسات تحرير، أو مديرات قنوات، أو مسؤولات عن محتوى إعلامي مؤثر.
3/خلق بيئة عمل عادلة: تطبيق سياسات تضمن المساواة في الفرص بين الجنسين داخل المؤسسات الإعلامية، مثل سياسات الأجور العادلة والحد من التمييز المهني.
4/ وضع قوانين وسياسات صارمة لحماية المرأة من أي شكل من أشكال التحرش أو التمييز داخل المؤسسات او في العمل الميداني الإعلامي.
5/ تشجيع إنتاج أعمال إعلامية تبرز دور المرأة كعنصر فاعل في المجتمع وليس فقط في الأدوار النمطية التقليدية.
6/ مواكبة للتطور في الإعلام الرقمي، تشجيعها على تأسيس منصات مستقلة
مثل المدونات وقنوات اليوتيوب والبودكاست وبذلك تتمكن اكثر من مناقشة قضاياها بحرية تامة.
تعزيز دور المراة في الاعلام لا يعتبر حق ومطلب فقط بل ضرورة حتمية لتقسيم الفرص بعدالة والاسهام بفاعلية في تشكيل الرأي العام واحداث تغيير ايجابي في المجتمع.


