مبارك أردول في يوم عيد الأم:بعد رحيل دينا سأعيّد يتيماً
الخرطوم / جزيرة برس
نشر المدير العام للشركة السودانية للمعادن مبارك اردول في يوم عيد الأم على صفحته بالفيسىنعيا لوالدته التي توفت قبل أيام قليلة مع بعض الصور القديمة قائلا :
في مثل هذا التوقيت وكل يوم كنت اتلقى الاتصال الصباحي واسمع منها الدعوات بالتوفيق والنجاح ، كانا نتحدث بلغتنا المحلية مع بعض المداخلات بالعربية، كانت تحكي لي عن يومها السابق وما تخطط له اليوم وتسالني عن حالي وعملي واسرتي .
رايتها قوية دوما وشجاعة ومهابة لا تعرف الخوف او التردد ، لم يلين لها جانب ولم تكن تنتظر اي حد ليخدمها او تكون بحالة تحتاج لمساعدة، كان قوتها يقابل دبلوماسية الوالد ولينه وتهذيبه.
عندما رايتها في سرير العناية المركزة رايتها بشكل اخر في حياتها كانت هي دينا الاخرى التي لا تستطيع النهوض ولا تستطيع العمل والحديث بقوتها التي عهدتها ، علمت ان امي لن تعود ، فقد غادرتنا ، فقد رسمت فينا شخصية وبصورة ونمط حياة معينة وهذه الشخصية ترقد لايام دون نهوض هي دينا الاخرى.
تذكرت وانا اقف بجانبها واقول امي انا جعان ، امي انا عايز قهوة ، امي انا الفانوس حقي عايز نظافة والكيروسين انتهي ، امي السفنجة انقطعت ، اني اريد حذاء جديد او علبة ورنيش ، كل هذه الطلبات كانت تجد الاجابة بالايجاب.
التحقت امي بالعمل في الحكومة في منتصف التسعينيات عندما توسعت احتياجات الاسرة ونزحنا بسبب الحرب من الجبال الى مدينة الدلنج لمساعدة والدي ولمقابلة الاحتياجات الخاصة بالاسرة، بعدما فقد والدي مصادر عمله في الزراعة المطرية وتوقف الطاحونة التي يمتلكها بالاضافة لنهب العشرات من مواشي اجدادنا والاسرة بواسطة الحركة الشعبية، كانت لا تتحمل ان تراني مطرودا من المدرسة بسبب الرسوم الدراسية لذلك بذلت كل حياتها من اجل ان تضعني في المكان الذي تريده في مجتمع المدينة، وتعوض فقد الاسرة وتبدا حياة جديدة .
كنت دوما اخشى الفشل لانه ليس فشلا لي فحسب بل لانه سيحطمها ، لذلك ظل تحديا يلازمني في كل حياتي، هي من دفعتني الي مجال العمل باكرا وعلمتني الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية.
تعلمت منها ومن والدها حب الوطن والدفاع عنه وخدمته ، فوالدها هو من كان ضمن قوات دفاع السودان (الاورطة السودانية ) نواة الجيش السوداني ، قاتل في صف الحلفاء في العلمين ومصوع وغيرها في الحرب العالمية الثانية تحت قيادة روبن وانتصروا ضد المحور .
اخر زيارة لها في الخرطوم قبل رحيل والدي كانت جاءت لترى مقر الشركة السودانية الجديد ، جاءت لتباركه وتقول رايها فيه.
محبات يا امي في عليين ، سلمي على ابوي وسلمي على سعيد وسوزان …