في ذكراه ال”16 ” ابراهيم عوض ..تذكار عزيز
عندما كنت صغير وانا احبو نحو المدرسة اتلمس خطى التعليم بالمدرسة الابتدائية الكائنة بمراتع الصبا حي العرب الابتدائية لم اكن ادري ان قدري للعشق الذري قد بدا معي بذات الطريق الذي سعيت فيه لانارة قلبي وعقلي وانا في الطريق تسربت الي مسامعي موسيقي مبعثها تلك الغرفة العحيبه التي اتخذت شكل القطية مظهرا لها كبيوت السكة حديد اتخذت موقعها في الركن الشمالي الشرقي لمدرسة الشنقيطي المتوسطة التي شيدها ذلك المحسن الذي حياه الغمام.
(محمد صالح الشنقيطي)هذه الغرفة لها نافذتان نافذة تطل شرقا علي طاحونة بندر الشهيرة بالحي لخدمة الجمهور كما كان مدون علي لافتتها ونافذة اخري مفتوحة نحو الشمال ومطله علي دكان عمنا خضر ود الشفة الترزي الستاتي الذي اتخذته نساء الحي مجملا ومفصلا لازيائهن بالترتر والحرير اتخذت مكانا مابين الطاحونة ودكان الترزي وظللت استمع الي تلك الموسيقي الرائعة وفجاة طل من خلف الموسيقي صوت كرنين الجرس وصفير البلبل فارتخت مسامعي واتجهت نحو النافذه التي عرفت فيما بعد انها مسكن لخفير المدرسة حتي استمتع بالصوت المدهش (اييييييي وين وين متين يا روحي نتلاقا فراقك نارو حراقه) لم اكن ادري معني الفراق والنار الحراقة ولكن شدني الصوت والاداء الرائع الذي كاد يعرضني للضرب والعقاب للتاخير عن المدرسة من قبل استاذ صلاح يوسف الصارم ولصرامته نعته الطلاب باسم (خلعة) لهلع الطلاب منه
من هنا بدات مسيرة العشق الذري فكانت اغنية متين يا روحي نتلاقا فراقك نارو حلاقة التي الفها ولحنها ابن الحي الجنرال الطاهر ابراهيم الذي جعل ابداعه ونبوغه الفني حصريا علي ابراهيم عوض الذي لم يخيب ظنه في توصيل ابداعه الي وجدان الشعب السوداني حتى كانت لاغنياته دويا هائلا في كدوي القنابل الذرية التي دمرت اليابان في فترة الحرب العالمية الثانية اما قنابل الذري فقد سمت بالوجدان وجعلت أغنياته تسري كسريان العافية في الأبدان.
تتبعت المسيرة الذرية منذ وقت مبكر فطل فنه مسار اهتمامي وانتبهت إليه وشدني بكل عنفوان وكان سببا من أسباب اهتمامي بالاغنية السودانية عموما
يتبع