ثقافة

بمناسبة الذكرى ال 11 لرحيل الفنان الانسان

محمد ابراهيم زيدان علي هكذا مدون في شهادة ميلاده لخمسة ايام خلون، من شهر يونيو لعام ثلاثة واربعين وتسعمائة والف عاش وحيدا بين والديه ولكن ارادة الله جعلت وحدته كثرة فاصبح فيما بعد كثيرا بفنه ومعجبيه فكان زيدان ابراهيم نجما بازغا في سماء الفن السوداني كان واثقا من نفسه بانها لن تخذله تغلغلت روح الفن فيها حتي الثمالة وعندما خير ما بين الدراسة، والفن ترك الدراسة التي، شهدت نبوغه وتفوقه في مدرسة حي العرب الوسطي والاهلية الثانوية التي، كانت حلم كل طالب في ذلك الزمان خرج زيدان من المدرسة وهو حاسر الراس، كان يمني نفسه بان يصبح موظفا مرموقا في زمن كانت الوظيفة تمثل واجهة اجتماعية ومصدرا للحياة الرغدة ولكن حبه للفن جعله يضحي باحلامه وما كان يدري ان راتبه سوف يمنحه له الشعب السوداني حبا واعجابا فتحوا له حسابات في وجدانهم لا تنضب بل تزداد، يوما بعد، يوم حتي بعد رحيله المر قبل إحدى عشرة سنة.

زيدان وهب نفسه للفن فكان حقا علي اهل الفن ان يحتفوا به حيا وميتا
زيدان وهبه الله صوتا ملئ بالشجن فكانت اغنياته كصوته تماما معبره عن اشجان مستمعيه ومحبيه ببديع الالحان فكان الصدق ديدنه لانه يؤمن بان الفن صدق كما علمه استاذه كابلي الذي احتفي به كثيرا ووقف الي جانبه حتي قوي عوده وكان يصطحبه معه في كثير من جلساته الفنيه وفي واحده من هذه الجلسات اصطحبه الي جلسة كان يجلس فيها علية المثقفين في بلادي الاستاذ محمد احمد المحجوب والدكتور عمر عبد العاطي ذلك القانوني الادييب الاريب ومجموعة من شعراء اخوان الصفا وفي الجلسة تغني زيدان. باغنية تتناسب مع هولاء المثقفاتية اغنية لشاعر عربي جهير السيرة الشاعر العربي نزار قباني وكان مطلع الاغنية يقول (علي فمي يحترق الشوق يا حبيبي ) فكان لحن هذه الاغنية من زيدان نفسه فاشتعل الطرب في وجدان هولاء المثقفاتية مما جعل كبيرهم المحجوب ان يهرول نحو زيدان ويقبل راسه ويقول له سوف يكون لك شان كبير في الفن فصدقت مقولته واصبح زيدان ذا شان عظيم في الفن السوداني وبهذه الاغنية يعتبر زيدان من أوائل الذين تغنوا بكلمات الشاعرنزار قباني ولكن للاسف لم يهتم زيدان بامر هذه الاغنية ولم يقم بتسجيلها ولم يحتفظ بها في مكتبته الصوتية الكبيرة .

ولعل من اوائل الاغنيات التي سجلها زيدان هي اغنية (صافيني)التي لحنها له الموسيقار الكبير علاء الدين حمزة وهي.من كلمات الشاعر حسين محمد جقود الذي غني له الفنان ابراهيم عوض.اغنية بحنيني وهي من الحان احمد زاهر وبعدها بدا في تعاونه مع السني الضوي وقد منحه اغنية من كلمات سيف الدين الدسوقي وهي (ما سالتم يوم علينا)وبعد ان بدا زيدان في عمل البروفات تفاجا بثنائي العاصمة يصدحون بهذه الاغنية في الاذاعة وبالتالي لا جدوي من هذه البروفات وقف من ترديدها فورا و حسنا فعل الثنائي العاصمي بترديد هذه الاغنية عبر المذياع لانها صنعت من زيدان ملحنا بارعا فقرر الاعتماد علي الحانه بعد هذه الحادثة فكان ميلاد لحن الوداع او داوي ناري والتياعي للشاعر المصري ابراهيم ناحي هذا اللحن اكد علو كعب زيدان في التلحين فاكسبه ثقة في مقدراته اللحنية وتكاد تكون اغنياته التي قام بتلحينها هي الاوفر حبا لدي معحبيه وهذا لا يعني ان من ساهم معه في مسيرته اللحنية اقل شانا ولكن كانوا اضافة حقيقية له فكان التنوع الذي اكسبه مكانه كبيره وسط معجبيه فكان عمر الشاعر بالحانه الشجيه واحمد زاهر موجودا في معذرة واكون فرحان وبشير عباس كنز في الحانه فكانت كنوز محبة الرائدالفاتح كسلاوي في بعدك يا غالي اضناني الالم والتي كتبها اللواء عوض احمد فكانت اغنية تحتل رتبه عليا في نفوس المحبين والمعجبين فاصبحت اغنية عسكرية كاملة الدسم باعتبار ان الشاعر والملحن من الموسسة العسكرية وكذلك الدكتور عبد، الماجد خليفة كان موقعا حضورا في دفتر زيدان الغنائي، ما حصل فارقتو دربك وشلت املي، علي السراب كما لا ننسي، الملحن سليمان ابو داود الذي،اضاف الي زيدان كثيرا بلحن اغنية حبة فرح الذي جعل زيدات يغني فيه. ايقاع السيرة. لاول مرة في مسيرته الفنية.

تعامل زيدان مع عدد وافر من الشعراء وعلي راسهم الشاعر التحاتي حاج موسي، الذي منحه عدد من الاغنيات اغنية، قصر الشوق وليه كل العذاب، وجميل الاغنيات التي، شكل بها ثنائية معه وكذلك غني للشاعر محمد يوسف موسى قلبك ليه تبدل وكذلك غني للشاعر مهدي محمد سعيد اغنية جميل ما سالناه وعبدالوهاب هلاوي حاضرا باغنياته الثلاث فراش القاش وعشان، خاطر، عيون حلوين ولو تعرف اللهفة كما غني ايضا للشاعر بابكر الطاهر شرف الدين في الليلة ديك وما ادراك ما في الليلة ديك تلك الاغنية، التي سيطرت علي وجدان الشعب السوداني ردحا من الزمن، والتي تشبه في مضمونها اغنية هاشم ميرغني حان، الزفاف من كلمات عزمي، احمد خليل كما غني، للحلنقي بنتاسف وللعقاد كما، لا ننسي، ثنائيته،الرائعة مع ابن حيه الشاعر الرقيق محمد جعفر عثمان فكانت اسير حسنك يا غالي وما اصلو ريده ووسط الزهور مصور وجه الصبوح ومنور ولعل الكثيرين لا يعلمون أن زيدان قدغني للشاعر محمد سعد دياب بأغنية ذاب الجليد باللغة العربية الفصحى وكذلك من آخر ألاعمال التي تغني بها زيدان كانت من نصيب الشاعر الرقيف والصديق تاج السر عباس وهي اغنية تدلل من ألحان عازف الإيقاع التجاني التوم ولكنها لم تجد حظها من الانتشار والذيوع كما غني زيدان لاكتوبر من كلمات محي الدين فارس:

مرحبا أكتوبر الأخضر مرحى
قد ترقبناك أعواما عجافا
ياخي من ها هنا نحن مشينا وتحدينا الطغاة الظالمينا
إلى نهاية الأغنية ولكن للاسف لا تبث مطلقا في الإذاعة
وهولاء الشعراء علي سبيل المثال لا الحصر فشعراء هم كثر يضيق، المقال عن ذكرهم
الرحمة والمغفرة للفنان، الانسان زيدان ونسال، الله، ان، يسكنه فسيح جناته .

امير احمد حمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى