ثقافة

طارق الباب

سناء الباقر

الحرب في السودان اجبرت الكثيرين على الرحيل من ديارهم يحملون الأسى وألم الفراق واللوعة ، منهم من نزح داخل السودان للولايات الآمنة ومنهم من لجأ الى دول أخرى وكل منهم موجوع الفؤاد كسير النفس .
البيوت الخاوية وأبوابها تحس كالأنسان كما نظم أحد الشعراء في قصيدة مطلعها :

يا طارق البابِ رفقاً حين تطرقهُ
فإنَّه لم يعد في الدار أصحابُ
لا تسألِ الدارَ عنْ من كان يسكُنها
البابُ يُخبرُ أن القوم قد رحلوا
ما أبلغ الصمت لمّا جئتُ أسأله
صمتٌ يعاتبُ من خانوه وَ ارتحلوا
تفرقوا في دروبِ الأرض وَ انتثروا
كأنه لم يكن أنسٌ وَ أحبـــــــابُ
ارحم يديك فما في الدارِ من أحدٍ
لا ترجُ رداً فأهلُ الودِ قد راحوا
وَ لترحم الدار لا تُوقظ مواجعه
للدور روحٌ كما للناس أرواحُ .

خلافا لذلك ولكن بنفس الوجع من ارتحال اصحاب الدار رد عليه الطالب الشاعر عمار ياسر بخيت مؤكداً أن أصحاب الدار قد سكنوا الروح فضلاً عن الدار التي تركوها قائلاً:

يا طارق البابِ رفقاً، إنهم سكنوا
في الروحِ، لا جسدٌ يُرجى ولا بدنُ
إن كنتَ تطلبهم فالأمسُ يحملهم
في نبضِ دارٍ بآثار الهوى مُثقلُ
هذي الجدرانُ ما خلتْ،وإن خلت
فالودُّ يُبقي على الأرواح ما رحلوا
مروا كطيفٍ من الأحلامِ يسكنها
صوتُ الحنينِ الذي في القلبِ مُرتحلُ
لا تسألِ الدارَ عن أشباحِ ساكنها
فالروحُ تُثمرُ فيها ما لها أملُ
هم في الفضاءِ، ولكن ظلُّ طيفِهم
في كل زاويةٍ للحبِّ يكتملُ
فالدارُ تنبضُ بالأشواقِ لو سألَتْ
من مرَّ يومًا هنا، ما غاب أو زللُ
هم هاهنا حيث لا يرنو لهم جسدٌ
لكنَّ في الدار من آثارهم أملُ
عمار بن ياسر /بورتسودان

من جهتها وبذات الوجع وألق الذكرى كتبت الاستاذة /لبنى ابوعبيدة الباقر قائلة :

يا طارقَ الباب قد هيجت أدمعنا …
ما بالديار غدا خلّ وجيران ..
الذكريات إذا ناديتها نطقت..
صاحت بصوت قد غطته أحزان ..
أحييت شوقا كنا قد وأدناه..
أيقظت في القلب ما كنا نسيناه ..
اسأل زهور الحي جميعا عن حديقتنا ..
عن عمرنا الزاهي عما تركناه ..
ما عاد في الحي من يسقي شجيرتنا ..
أو عاد في الحي من يحكي حكايتنا ..
ما عاد في الحي سوى آه وأواه
عظمت بنا البلوى لكن لنا اللهُ ..
عَظُمَت بنا البلوى لكن لنا الله..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى