ثقافة

صلاح حاج سعيد ..ضاع معاك زمن الوسامة

 

بغتة ينسل منا واحد من اهم واخطر الشعراء المجددين في الاغنية السودانية…

الفقيد صلاح حاج سعيد من اهم الدعومات الفلسفية والعاطفية في المشروع الكبير للراحل مصطفى سيد احمد…ثنائيته مع ود سلفاب فتحت للاغنية السودانية مسارات جديدة لم تكن مألوفة ..

لم يكن الراحل يكتب الشعر ترفا..او نزقا…تكامل القصيدة وبناؤها وتماسك اجزاءها يضع المتلقي في وضع المشاهد المترقب للنهايات….

يبدا القصيدة هكذا بكلمة او جملة ممعنة في شد الانتباه كما في (ندمان انا؟) كتساؤل استنكاري يمضي بعدها في تثبيت (انو ماندمان) رغم انهم (ماشين علي سكة عدم).. ..

ندمان أنا ؟
أبداً وحاتك .. عمرى ما شلت الندم
ما أصلوا حال الدنيا .. تسرق منية
فى لحظة عشم
ندمان أنا؟
وأنا عندى ليك كان الفرح
رغم إحتمالى أساكى يا جرح الألم
وكان خوفى منك
جايى من لهفة خطاك على المواعيد .. الوهم
ندمان أنا؟
أبداً وحاتك .. عمرى ما شلت الندم
أهو نحن فى الآخر .. سوا
باعنا الهوى
وماشين على سكة .. عدم

*لنرى كيف تتقد العاطفة عند صلاح حاج سعيد الذي يحدد استحقاقاتها واشتراطاتها لديه في (كان نفسي اقولك من زمان)…

ينسلخ عن ماهو موروث في التعبير عن عاطفته منذ زمن الحقيبة مرورا برواد الاغنية وكل الشعراء الذين اتوا بعد الحقيبة…

ماهي سطوة محاسن شاعرنا الراحل الكبير اذن….؟

لاكما هي متوارثة في (كسرة الجفون) او (الرخام الفي الحرير)
بل هي انهزام الكبرياء بلفظة (حنان) فقط لاغير…وهو تغيير كبير في منظومة التعبير العاطفي في الاغنية السودانية..

كان نفسى أقولِّـك من زمان
سطوة محاسنك عندى ما كسرة ..جفون
وكت العيون تعبرنى زى خاطر المسا
سطوة محاسنك ما الرخام .. الفى الحرير
وكت الثغير يفجعنى
بى حرفاً .. قِـسـا
سطوة محاسنك عندى وكتين كبريائك ينهزم ..
لى طيبتى .. بى لفظة حنان

* رحل صلاح حاج سعيد قبل ان يقدم لنا تفسيرات لحالة (الشجن) ومترادفاته والتي تلبست معظم قصائده …جمل شعرية صارت مقولات يستهدى بها للتعبير عن حالات متشابهة (هوى الالم النعيم) (الشجن الالبم) (الحزن النبيل) (لسة بيناتنا المسافة) (جرح الاسى) اماني كسيرة في خاطر الزمان) (جرح عزة هوانا)

فات سعيد قبل ان يبلغنا عن (الحقيقة الضايعة بين قلبي وعيونك)…ولا عن (تباريح الجراحات) التي قضت مضاجعه ونقل بها حزن اغنياته لتصبح قاموسا شعريا خاصا به…

رحل صلاح قبل ازالة غموض هذا الدفق الشعري الخطير جدا حينما يقول:

ياجرح عزة هوانا
الساكنة فى حرف الكتابة
أصلو فى .. زمان الأسى المشدود
.. على وتر الكآبة
فى زمان الحرقة .. والخوف ..والرتابة
إنكتم نبض الأغانى
وإنبهم حس المعانى
وإنجرح خاطر المهابة

رحم الله شاعرنا الكبير وطيب مرقده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى