رنة الحزن البخافا
الشاعر والاديب وجدان جمعي لكثير من الاحاسيس والمشاعر المرهفة فعندما يرتحل شاعر عن البسيطة تموت معه كثير من الاغنيات وتذبل زهراتها ويضحمل اريجها لا سيما لو كان هذا الشاعر في قامة صلاح حاج سعيد .
كنت اعشق ومازلت أتوه في قصيدته( المسافة )واحس انها تعبر عن ذاتي ومشاعري الدفينة ربما لم اتحدث معه واخاطبه لكن اشعر انه قد عبر عن اعماقي الدفينة والمكتم في الجوف.
هذه المسافة ليس بالضرورة ان تكون بينك وبين المحبوب او حسناء عاشت في الخيال بل يمكن ان تكون بين شاعر ومتلقي عبر عن امنياته واحلامه الدفينة بكلمات خرجت للوجود( زي نقر الاصابع لما ترتاح للموسيقى) شي لا تعبر عنه الكلمات بل تنساق خلفه عواطف الحزن النبيل.
كنت استمتع لحد الجنون الواعي لعبارة( رنة الحزن البخافا )فالرنة عبارة عن نغمة حنونة لكن ينتابها الخوف.. وواحد من اقسى جنود الخوف الفراق الابدي وتلاشي المحبوب من سطح البسيطة .
كنت دائما ما اخشى( رنة الحزن )واطردها من خيالات افكاري ولكنها مطبوعة في جيناتنا هيهات ان نهرب منها .. ستظل بيني وبين صلاح حاج سعيد كلماته الممتزجة في دواخلي وتمتد( اللهفة والخوف والسكون) لتغطي هذا الجسد المتحلل في التراب تزداد المسافة بعدا لكن تقترب الارواح عبر رنات الخوف التي توقظ ضمير النسيان.