مقالات

شكراً . . للحقيقة

بقلم / الفاضل عبد الرحيم

شكراً  للحقيقة …والله يااخواننا رب ضارة نافعة..
تعرفوا بعد طشينا من بيوتنا دي وبقينا حايمين من محل لي محل اكتشفنا انه الحياة دي بسيطة جدا وممكن عادي تعيش بالحد الادنى من كل شيء: هدوم، عفش، عدة، أكل وشراب ووووالخ!!
والله نحن بس كنا مصعبينها على روحنا..
.. هسي عادي تكون عندك جلابيتين ولبستين سفاري.. يعني انت الهدوم الفي الدولاب دي لغاية الدولاب انبعج بي وراء ح تلبسها كلها في يوم واحد؟!!
ما تغسل وتلبس زي العجب!!..
.. والنعلين مافي داعي يكونن كتار سفنجة في البيت ومركوب للجلاليب وجزمة واحدة متينة وسوداء عشان تركب مع أي حاجة!!
.. اكتشفنا انه كرسي البلاستيك في البرندة عملي ومريح اكتر من كراسي الجلوس.. على الأقل كرسي البلاستيك مافيهو حاجة غازينها ليك مضايقاك بالجنبة ولا في حاجة من ضهرك دافراك لي قدام ولا كل شوية تلقى نفسك انزلقت تقوم تستعدل القعدة!!
.. اكتشفنا انه الفول في الفطور والملاح في الغداء والفطير باللبن ما بينفع إلا بالليل دي حاجات قاطعنها نحن من راسنا بس!!
هسي عادي ممكن تفطر بي ملاح بايت بي رغيف ولا كسرة ولا رز ولا اي حاجة وتتغدى بالفول والطعمية عادي جداً..
.. اكتشفنا انه نحن محتفظين بي عدة مطبخ وصحانة وكبابي وجرادل وجكاكة بنزلوها من السنة للسنة عشان يغسلوها ويرصوها في محلها تاني.. لا في زول بياكل فيها ولا في زول بيشرب فيها!!
.. شهور اتعلمنا فيها كتير وتعبنا فيها كتير وصبرنا فيها كتير..
ارهقنا فيها جسدياً واستهلكنا مادياً وتعبنا نفسياً واحبطنا معنوياً..
عرفنا قيمة الأمن
عرفنا قيمة الصحة
عرفنا قيمة البيوت
عرفنا قيمة الكهرباء
عرفنا قيمة المياه
عرفنا قيمة ال 1 جنيه
عرفنا اننا كنا عايشين فقاعة اسمها عربات ومطاعم وملابس وماركات وتسوق..
اكتشفنا مقدرتنا علي التأقلم.. وقوتنا في الشدة.
وصبرنا علي الإبتلاء.
وتكيفنا مع الظروف والشدائد
عرفنا واكتشفنا رجال ونساء وشباب ..صبية شامخين بقدر امة ..وسقط من حوائطنا من نحسبهم اصدقاء وسند وجيرة وأهل..
تأكدت ظنوننا بالبعض وخابت وخسرت بالبعض
تكشفت امامنا الأقنعة وظهرت العورات والبطولات
هنيئاً لنا بحقيقتنا وحقيقة من حولنا وهنيئاً لنا صبرنا وقوتنا هنيئاً عزمنا علي البقاء والمضي في آفاق التقدم والصمود .
كل الحب والتقدير لكل عمل وفعل ، القبيح قبل الجميل..
شكراً لكل من سعى ووصل وتواصل وفقد وسأل وحتي فكر..
شكراً لكل نازح ولاجئ ومقيم ومغترب صابر وقابض علي الجمر
شكراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى