ثقافة

محي الدين الفاتح ، يشعل قناديل الشعر ويضيء ليل القصيد في الشارقة 

متابعات_ مرتضى الزيلعي

شهد المركز الاجتماعي السوداني بإمارة الشارقة مساء أمس أمسية شعرية استثنائية للشاعر الكبير محي الدين الفاتح ، حيث ألقى العديد من قصائده المشهورة التي طالما لاقت إعجابًا وتفاعلاً من الجمهور الحاضر. وأخذ الشاعر الحضور في جولة شيقة حول مسيرته الشعرية، متحدثًا عن رؤيته للساحة الشعرية بين الماضي والحاضر، مستعرضًا أهم التجارب التي مر بها خلال مسيرته الأدبية الزاخرة.

تحدث الشاعر محي الدين عن مصادر تكوينه الأولى في ( طابت ) كإحدى المراكز الصوفية الحضرية وسط السودان وكيف أثرت البيئة والأجواء الشعرية الملهمة لطابت في مسيرته وقرأ قصيدة في محبتها والحنين اليها . وفي إجابة عن تفضيلاته للأسلوب الذي يكتب به الشعر بين قصيدة النثر الحديثة والشعر العمودي قال انه جرب كتابة الشعر العمودي في بواكير تجربته ولكنه الان يفضل الكتابة على طريقة الشعر الحر والتفعيلة لانه يمكن ان يضيف من خلالها . طوف الشاعر بالحضور متحدثا عن تجربته معلما وكيف ان هذه المهنة جعلته يكتشف قرى وبلدات ريفية في أطراف السودان البعيدة وكذلك تجربته في التدريس خارج السودان في اليمن السعيد .

وعن السخرية وروح الدعابة والطرفة في شعره حسب سؤال الدكتورة جيهان إلياس قال : استخدم السخرية والمفارقات لأنبه لقضايا بعينها وهي تأتي عفو الخاطر أحيانا . وعن طريقته في كتابة الشعر قال انه يحتفظ بالدفقة الشعورية للنص ولكنه لايمانع في تنقيح القصيدة وإجراء تعديلات عليها متى مالزم الأمر والبعض يعتبر القصيدة مولود مقدس لايجب المساس به بعد ان يخرج للناس.

يُعد الشاعر محي الدين الفاتح ، أحد رموز الحركة الأدبية في السودان والوطن العربي، حيث أسهمت قصائده وأعماله الأدبية في إثراء المشهد الثقافي والشعري. تميز أسلوبه بالعمق والبساطة في آن واحد، ما جعله يحظى بمكانة رفيعة لدى جمهور الأدب والشعر. كتب في مختلف الموضوعات الإنسانية والوطنية، وتنوعت أعماله بين الشعر الغنائي، العاطفي، والملحمي، مما أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة على مدى عقود.

وقد تميزت الأمسية بحضور لافت من الشعراء، الأدباء، الفنانين وأبناء الجالية السودانية المهتمين بالأدب والشعر،

وقد كان حضورا في الأمسية كل من د. هشام عباس _ د. حيدر وقيع الله اضافة إلى الشاعر محمد عبد القادر سبيل والشاعرة سميرة الغالي من الجيل الذي شهد فصولا من إبداعات المنتدى الأدبي بجامعة القاهرة فرع الخرطوم في الثمانينات وهو المنتدى الأكثر نشاطا وحيوية وتأثيرا في الساحة الثقافية وقتها،

وشهدت الجلسة تفاعلاً كبيرًا من الجمهور، حيث تخللتها أسئلة وحوارات أغنت اللقاء وزادت من حيويته، إذ تطرق الشاعر إلى تجاربه المتعددة وتأثيره على الأجيال الشعرية اللاحقة.

وفي ختام الأمسية، قام المهندس عمر أحمد خوجلي رئيس المركز الاجتماعي السوداني بتكريم الشاعر الكبير محي الدين الفاتح،  بمشاركة المستشار مرتضى الزيلعي نائب رئيس المركز، تقديرًا لإسهامه المتميز في إثراء النشاط الأدبي بالمركز.

الأمسية كانت تحت إدارة الإعلامي المبدع مصعب الصاوي ،  الذي أضاف حيوية وتفاعلًا كبيرًا للنقاش بين الشاعر والجمهور.

الأمسية  تعد جزءًا من أنشطة المركز المستمرة لتعزيز التواصل الثقافي والأدبي بين أفراد الجالية السودانية في الشارقة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى